عرض وتحليل سعود الشرَفات/ مدير مركز شُرُفات لدراسات وبحوث العولمة والإرهاب
عمان -الأردن
أولًا: موضوع التقرير
يتناول التحليل رقم 517 الصادر عن الباحث الإيطالي دانييلي غاروفالو (Daniele Garofalo) مضمون العدد الأسبوعي الجديد من نشرة النبأ الصادرة عن تنظيم داعش الإرهابي، وهي النشرة الرسمية التي يستخدمها التنظيم لتوثيق عملياته وبثّ دعايته الإيديولوجية والإعلامية.
العدد يغطي الفترة من 10 إلى 16 ربيع الآخر 1447هـ (2–8 أكتوبر 2025م).
ثانيًا: هدف التحليل
تحليل إصدار النبأ يُمكّن الباحثين من:
• رصد التهديد العملياتي الحقيقي للتنظيم عبر تتبّع عدد ونوع الهجمات.
• فهم توجهات الخطاب الدعائي للتنظيم، وما إذا كان يميل إلى التحريض، أو التعبئة، أو التبرير.
• تحديد أولويات الجغرافيا القتالية (أي المناطق التي يركّز عليها التنظيم في الوقت الراهن).
ثالثًا: منهجية التحليل
• يعتمد غاروفالو على تحليل مباشر لمحتوى النشرة من صور وبيانات وإعلانات.
• يجمع المعلومات من القنوات الرسمية للتنظيم ويقارنها بالإصدارات السابقة.
• يتحفظ على الأرقام التي يوردها داعش، مؤكدًا أنها قد تتضمن مبالغة دعائية في حجم الخسائر والأعداد، لكنها في الغالب تستند إلى هجمات حقيقية ميدانيًا.
رابعًا: القيود المعترف بها
- نقص الشفافية والمعلومات الدقيقة داخل النشرة.
- التحيّز الدعائي الواضح في عرض الانتصارات وإخفاء الخسائر.
- احتمال التضليل عبر صور أو بيانات من مناطق أخرى أو من أحداث قديمة.
- صعوبة التحقق المستقل من كل حادثة، خصوصًا في مناطق النزاع الإفريقية. خامسًا: خريطة العمليات (وفق العدد 516 من النبأ)
النشرة التي سبقت العدد الحالي (516) وثّقت نشاط التنظيم في ولايات عدّة، أبرزها:
المنطقة طبيعة العمليات المعلنة الملاحظات
نيجيريا كمائن واغتيالات لعناصر من الجيش النيجيري تزايد ملحوظ في هجمات ولاية غرب إفريقيا
النيجر تفجيرات وهجمات على نقاط عسكرية استمرار نشاط فرع الساحل بعد الانقلاب
سوريا عمليات محدودة في البادية ودير الزور يعكس ضعف التنظيم هناك
الصومال استهداف قوات الحكومة والمليشيات المحلية منافسة مع حركة الشباب
موزمبيق هجمات ضد المدنيين والجيش تركّز على مناطق الغاز في الشمال
الكونغو الديمقراطية كمائن ضد الجيش والقوات الحليفة استمرار نشاط ولاية وسط إفريقيا
هذه الولايات تمثل النطاق العملياتي الفعلي للتنظيم في 2025م، وهو ما يدل على تحوّل مركز ثقله نحو إفريقيا.
سادسًا: تحليل المضمون والدعاية
يلاحظ غاروفالو أن إصدار النبأ الأسبوعي:
• يحافظ على أسلوب ثابت في العرض: افتتاحية عقائدية، يليها عرض إحصائي للعمليات، ثم فقرة دعائية.
• يركّز هذا العدد على الاستمرارية التنظيمية أكثر من الانتصارات الفعلية.
• يُبرز صورًا لمقاتلين في مناطق نائية لتعزيز صورة “الانتشار العالمي”.
• يُظهر تراجعًا في عمليات العراق وسوريا مقابل صعود النشاط في إفريقيا.
• يستخدم لغة تؤكد على “الصبر والجهاد الطويل” بدلًا من “التمكين السريع”، وهو مؤشر على تبدّل في الخطاب الداخلي.
سابعًا: مؤشرات كمية
رغم أن التحليل لا يورد أرقامًا نهائية، إلا أن غاروفالو يشير إلى:
• أن العدد الكلي للهجمات المعلنة في الأسبوع محل الدراسة يتراوح بين 35 و45 عملية.
• النسبة الأكبر منها وقعت في إفريقيا جنوب الصحراء.
• استمرار النمط المعروف من الهجمات الصغيرة منخفضة التكلفة) (IEDs، كمائن، اغتيالات.
ثامنًا: الملاحظات التحليلية للباحث
- إصرار تنظيم داعش على إصدار النشرة أسبوعيًا يرمز إلى بقاء حدٍّ أدنى من الهيكل الإعلامي المركزي.
- التنظيم يسعى من خلالها إلى إثبات الوجود المعنوي أكثر من تحقيق مكاسب ميدانية.
- محتوى العدد يعكس نقلة تدريجية من مركزية “الخلافة المكانية” إلى لا مركزية “الشبكة القتالية”.
- التوظيف المتزايد لمفاهيم “الثبات”، “الصبر”، “الابتلاء” في الخطاب الدعائي دليل على أزمة الثقة الداخلية ومحاولة ترميم المعنويات.
تاسعًا: دلالات أوسع
• التحليل يعزّز القناعة بأن إفريقيا أصبحت الجبهة الرئيسية لداعش.
• التحليل يلمّح إلى أن مركز القيادة الإعلامية ما يزال فاعلًا في منطقة الشرق الأوسط لكنه يعمل ضمن نطاق محدود للغاية.
• استمرار ربط النشرة بين الفروع المختلفة يهدف إلى إظهار وحدة الجبهة الجهادية رغم التباينات الجغرافية.
• التنظيم يستخدم الإصدارات المتكررة لتجنيد عناصر جديدة وتذكير الأنصار بأن المشروع “ما زال قائمًا”. عاشرًا: الخلاصة العامة
إنّ تحليل النشرة الأسبوعية رقم 517 يؤكد أنّ تنظيم داعش ما زال يمتلك القدرة على توظيف أدواته الإعلامية بفعالية نسبية، رغم خسارته القدرة على التأثير العملياتي المباشر. النشرة باتت تمثّل أداة رمزية للحفاظ على تماسك الشبكة الدعائية أكثر من كونها مرآة لقوة ميدانية حقيقية.
- التقرير متوفر باللغة الانجليزية .
