
تأليف: د. سعود الشرفات
يشكّل هذا الكتاب دراسة معمّقة للإرهاب والتطرف في عصر العولمة، حيث يتناول الظاهرة باعتبارها نتاجًا لتفاعل معقّد بين العوامل البنيوية، السياسية، الاقتصادية، والثقافية على المستويين المحلي والعالمي.
ينطلق المؤلف من حقيقة أن الإرهاب لم يعد ظاهرة محلية معزولة، بل تحوّل إلى شبكة عابرة للحدود تستفيد من ثورة التكنولوجيا والاتصال لتوسيع عملياتها واستقطاب الأنصار والتأثير في المجتمعات. ويرى أن العولمة لم تفتح فقط آفاقًا للتبادل الثقافي والاقتصادي، بل أوجدت أيضًا فرصًا جديدة للتنظيمات الإرهابية كي تعيد إنتاج نفسها في بيئات مختلفة.
أبرز محاور الكتاب
- إشكالية التعريف: يعرض المؤلف جدل تعريف الإرهاب عالميًا، ويبين أن غياب تعريف جامع مانع يعكس تضارب المصالح السياسية وتعدّد المقاربات الأكاديمية.
- الأسباب الجذرية: يقسّمها إلى أربعة مستويات:
- بنيوية (ضعف الدولة، هشاشة الحدود).
- مساعدة (التكنولوجيا، العولمة الإعلامية).
- تحفيزية (الاحتلال، الظلم السياسي).
- تنبيهية (الأحداث المفجّرة كالحروب والأزمات).
- العولمة والإرهاب: يحلل كيف ساهمت التحولات الاقتصادية والتقنية في تعاظم قدرات الجماعات الإرهابية، بحيث أصبحت قادرة على التوظيف المرن لشبكات التواصل الاجتماعي، والتمويل عبر القنوات غير التقليدية.
- مناهج دراسة الإرهاب: يوجّه المؤلف نقدًا عميقًا لصعوبات البحث الأكاديمي في مجال الإرهاب، ومنها غلبة المصادر الإعلامية، صعوبة التحقّق من البيانات، تباين المؤشرات، وانحياز الأطر التحليلية.
- التطرف كظاهرة موازية: يبرز الكتاب العلاقة الجدلية بين التطرف والإرهاب؛ فالأول يمثّل حاضنة أيديولوجية للثاني، لكن ليس كل متطرف يتحوّل إلى إرهابي.
أهمية الكتاب
يمثل الكتاب مرجعًا أساسيًا لفهم التحولات المعاصرة في دراسة الإرهاب والتطرف، ويطرح رؤية نقدية متوازنة تعالج الظاهرة بمنهج شامل، بعيدًا عن التبسيط أو التعميم. كما يساهم في سد فجوة معرفية في المكتبة العربية من خلال تقديم مقاربة تجمع بين النظرية والتطبيق، والسياسي والأمني، في إطار سياق عالمي معاصر.