
سعود الشَرَفات
مؤسس ومدير مركز شُرُفات لدراسات وبحوث العولمة والارهاب
هذا التحليل يعكس تقديرات مبنية على مصادر مفتوحة ومصادر صحفية موثوقة، وقد تتغير الاحتمالات بناءً على فلترة استخباراتية دقيقة أو معلومات جديدة وموثوقة. وهو يتألف من خمسة محاور مختصرة ومكثفة جداً لآن كل محور منها يحتاج الى بحث مفصل. وهذه المحاور هي:
الخلفية الاستراتيجية والتحالف الإقليمي
تشير تقارير متواترة (لمصادر مفتوحة) إلى أن سيف العدل، الزعيم الفعلي للقاعدة والمقيم في إيران، يقود حملة تحركات تنسيق شامل بين القاعدة وطهران، مثل تعزيز العلاقات مع الحوثي في اليمن لاستهداف المصالح الغربية في البحر الأحمر وخليج عدن بما في ذلك التعاون في العمليات البحرية والتحاور الحضوري المباشر لتسهيل ذلك (النجار، 2024؛ العربية، 2025).
إنّ الحرب والصراعات تغير التحالفات أكثر من الشعارات والسرديات والايديولوجيات الجامدة.
وضمن هذا السياق، كشف تقرير لقناة العربية (18 أبريل 2025) استنادا على معلومات “مركز تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن “(P.T.C.O Yemen) عن وجود شبكة تنسيق عسكري واستخباراتي بين الحوثيين وتنظيم القاعدة في اليمن، تشمل اجتماعات مباشرة وتعاونًا في تنفيذ عمليات بحرية وأمنية ضد أهداف إقليمية. ويشير التقرير إلى أن هذا التنسيق يجري برعاية إيرانية غير مباشرة، مما يعزز الشكوك حول استخدام إيران لوكلاء من تنظيمات جهادية سنّية في إطار استراتيجيتها الانتقامية.
وكشف “مركز تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال في اليمن” عن وجود تحالف سري بين جماعة الحوثي وتنظيم القاعدة في اليمن وتطور من حالة عداء ظاهري إلى تنسيق استخباراتي وعملياتي فعال وبإشراف مباشر من وكيل جهاز الأمن والمخابرات التابع للجماعة القيادي الحوثي الحسن المراني. مؤكداً ان هذا التحالف إرهابي طويل الأمد تدعمه إيران سياسيا وماليا. وسلط المركز في تقرير حديث، بعنوان “تحالف الإرهاب: الحوثي والقاعدة”، الضوء على طبيعة العلاقة السرية بين جماعة الحوثي وتنظيم القاعدة في اليمن، والدور الإيراني في إدارة وتمويل هذا التحالف القائم على التنسيق الاستخباراتي والدعم العملياتي طويل الأمد. وهناك معلومات اشارت الى اتصالات وتحالفات بواسطة ايران بين الحوثيين وحركة الشباب في الصومال الفرع القوي لتنظيم القاعدة في منطقة القرن الافريقي .
دافع الردّ على الضربات النووية الأمريكية
بعد تدمير المفاعلات النووية الإيرانية في يونيو 2025، تواجه طهران ضغوطًا استراتيجية مربكة، مما قد يدفعها للبحث عن ردّ رمزي عبر وكلاء. على الرغم من النزاعات الأيديولوجية، قد تستخدم إيران شبكة القاعدة الموجودة ضمنها كأداة للرد، خصوصًا إذا ما كانت الضربات تُعدّ استفزازًا كبيرًا.
تحذير مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي الـ FBI من خطر الخلايا النائمة والاستخدام التكتيكي للطائرات الانتحارية
حذّر مكتب التحقيقات الفيدرالي من أن الخلايا النائمة ذات الخلفيات المزدوجة (قاعدية أو إيرانية) قد تتلقى توجيهات لاستخدام طائرات FPV انتحارية في هجمات داخل الولايات المتحدة، مستلهمين من الصراعات في أوكرانيا حيث أصبح استخدامها متاحًا ولامُحصَنًا بفعالية (صحيفة الغارديان؛2025 )
. تحليل احتمالية التوجيه
- الإمكانات اللوجستية من إيران: متاحة وواسعة الانتشار.
- الدوافع الانتقامية: مرتفعة بعد ضرب المنشآت النووية الأمريكية.
- العقبات الأيديولوجية: نزاع مذهبي بين الشيعة والسنة قد يحد من التعاون المباشر.
- رد الفعل الأمريكي المحتمل: أي هجوم واسع سيكون محفوفًا بردّ عسكري، ما يقلل من خطر المواجهة الفعلية.
التقييم النهائي
- احتمال تصاعد الهجمات المنظَّمة والمباشرة عبر سيف العدل وتوجيه طهران منخفض نسبيًا (< 10%).
- بالمقابل، تظل هجمات هجينة أو فردية باستخدام تقنية FPV أو خلايا نائمة أو الذئاب المنفردة احتمالًا ذا واقعية عالية (≈ 30–40%)، نظراً لتوفر التقنية وسهولة التنفيذ.
المراجع
- النجار، ه. (2024). تنظيم القاعدة يتجهز للتعاون مع الحوثيين لتنفيذ عمليات بحرية. صحيفة العرب. (nabd.com)
- شبكة تنسيق استخباراتي بين الحوثيين والقاعدة. (2025, أبريل 18). العربية. (alarabiya.net)
- تحذير الـFBI بشأن تسلل إيران واستخدام طائرات FPV. صحيفة الغارديان.