اتصل بنا أكثر من صديق ومتابع لنشاطات لمركز شُرُفات (مشكورين جميعاً ) بين معترض على ربط التطرف الديني والارهاب بالاسلام ؛ واخر يسأل لماذا حصره بلاسلام ؟ ويقول آليس هناك تطرف الا في الاسلام ؟
باختصار شديد نحن في مركز شُرفُات نركز على التطرف الديني والارهاب الاسلاموي بمعنى الجماعات والمنظمات التي تتخذ من الاسلام شعار لها وتحتكر روح الاسلام السمحة وتكفر المسلمين المختلفين معها قبل أن تكفر المجتمعات الأخرى . ويمثلها في الحقبة الحالية من سيرورة العولمة كل من (داعش ، وبوكوحرام ، والقاعدة ، وطالبان ، وتفريعاتها الأخرى ) . ثم لأن هذه الظاهرة هي الأخطر والأكثر اهتماما في عالم اليوم سواء اعجبنا ذلك أم لا .
على سبيل المثال فقط :
- تنظيم داعش الذي يدعي ويرفع شعار الاسلام ويسعى لاقامة الخلافة ويصفق له الكثيرون … هاجم عام 2015م ما مجموعة (28) من دول العالم .
- أربعة جماعات كلها ترفع شعار ات اسلامية هي (بوكوحرام ، داعش ، القاعدة ، وطالبان )كانت مسؤولة عن مقتل ما نسبته (74%) من عدد قتلى الارهاب الذي بلغ ما مجموعة (29376) الف قتيل عام 2015م .
- تركز الارهاب العالمي في (5)دول اسلامية وهي ( العراق ، نيجيريا ، افغانستان ، باكستان ، وسوريا ) وقتل في هذه الدول ما نسبته (78%) من مجموع قتلى الارهاب الاجمالي البالغ (32685)ألف قتيل عام 2014م؟وجماعة بوكو حرام لوحدها أزهقت أرواح ما مجموعة (7512) ضحية من المجوع ؟؟
وبعد ؛ آليس هذا سبب لدراسة ومتابعة وتحليل ظاهرة التطرف الديني الآرهاب الاسلامومي ؟!
نحن العرب والمسلمين في دائرة الاتهام العالمي في حقبة العولمة الحالية .”الا اذا وضعنا رؤوسنا في الرمل ونمنا في العسل ” وتعامينا عن انتشار الاسلاموفوبيا في العالم اليوم ، وتعامينا عن سياسات اليمين المتطرف في اوروبا وامريكا ،وشعبويّة الرئيس الامريكي الحالي / دونالد ترامب .
هذا يزعجنا جداً في المركز ولذلك نعمل ونسعى لدراسة هذه الظاهرة وتحليلها بعيدا عن الانطباعات الشخصية والشعور بالنرجسية والانكار والخداع المعرفي الذي قد يعمي عن كشف قصورنا وعيوبنا كعرب ومسلمين .
هذه مشكلة تهمنا نحن كعرب ومسلمين أكثر من اي طرف أخر في العالم . ونحن في المركز نسعى جهدنا ما استطعنا الى ذلك سبيل أن نساهم في في فهم ومعالجة هذا الداء الذي فتك بنا . ولا نغفل دراسة التطرف الديني والارهاب مهما كان نوعه أومصدره لاننا في الأصل ندرس الظاهرة من منظور نظرية العولمة .
نحن كباحثين عرب ومسلمين ؛ إذا كنا جادين وصادقين مع أنفسنا أقدر من غيرنا على معرفة عيوبنا ومواطن العطب عندنا ، ولا نريد غيرنا يرسم لنا طريقنا وينُظر علينا .
هذا حقل معرفي محفوف بالمخاطر والمحاذير المعرفية ونحن ندرك ذلك ولا نريد أن نتركه نهباً لكل مدع علم ولا نريد أن نتركه بلا دراسة وتحليل عميق ابستمولوجيا ومثيولوجيا وان نوظف تكامل مناهج البحث بشكل (كلانّي)(HOLISTIC) لدراسته وتحليله بكل حيادية وصرامة معرفية .
نعم ؛ نحن نعلم وندرك أن الارهاب والتطرف الديني ظواهر رافقت البشرية ولدت محايثة للبشر منذ فجر الحضارات وارتبطت بالمقدس وهي صنوٌ له وهي كذلك ليست حكرا على ثقافة أو دين لأنها ظواهر موجودة في كل الأديان تقريباً . لكنه من المخيب للامال أن هذا لا يقدم ولايأخر في حالنا ، لأنه كالقول بأن المطر يهطل في الشتاء ؟
ونعم مرة أخرى؛بكل تأكيد هناك تطرف وارهاب في كل الاديان السماوية وغير السماوية ؛ لكن لاننا مركز عربي وفي بلد عربي اسلامي حتى النخاع يهمنا أكثر ويخصنا أكثر ويؤثر فينا أكثر التطرف الديني والارهاب العالمي الذي يرتكب باسم / أو تحت عباءة الدين الاسلامي .