تستند مقاربتنا لمفهوم الإرهاب في مركز شُرُفات على أرضية تحليل الإرهاب، وعلاقته بالعولمة، من ناحية تقنية عملية Technically ، أكثر منها أخلاقية (Moralistically – على أهمية ذلك – لأن ظاهرة الإرهاب خلافية في العمق، وكذالك هي العولمة، وحصرها في هذا الجانب العمليّ في هذه الدراسة لا يقلل من شأن بقية الجوانب، لكنه يبقينا أكثر أمانة للبحث، وأكثر تحديداً لمبتغى هذه الدراسة الكمية.
وليس من السهل على الباحثين استعراض الأدبيات التي تبحث حقل الإرهاب، لأنه حقل يتميز بتداخل كثير من حقول المعرفة معه، مثل:علم الاجتماع، الدين، علم النفس، العلوم السياسية، الاقتصاد، والتكنولوجيا، الأمر الذي عقد من دراسته، ثم زاد من هذا التعقيد قلة الدراسات المتخصصة في هذا الحقل، ومن الأمثلة على ذلك: أنه حتى في الولايات المتحدة لم يكن يتوفر (وحتى وقت قريب جدا –حسب بعض الباحثين) لدى الجمعية الأمريكية لعلم الجريمة:Asc ” أو الأكاديمية الأمريكية لعلوم العدالة الجرمية:Acjs إلا النزر اليسير من المعلومات عن هذا الحقل المهم وهذا النوع من العنف.
وقد استمر هذا الوضع حتى تفجيرات (أوكلاهوما 19/ نيسان /1995) ثم أخذ بعض المتخصصين في علم الجريمة (Criminoglogists) يبحثون الإرهاب على أنه جزء من الجرائم السياسية، وحتى بعد هجمات (11/ ايلول /2001) التي بعثت مزيداً من الاهتمام بموضوع الإرهاب، فإن الملاحظ بأن هذا الاهتمام بقي شكلياً، ولا يتميز بالعمق والتأصيل البحثيّ المتخصص، وبقي بحث الظاهرة يتمّ بمعزل عن الظواهر الأخرى، وبخاصة العولمة، ([1]) ورغم أن الدراسات الأمنية (وبالذات ..العسكرية) تبدو حقلاً متطوراً منذ زمن بعيد، إلا أن ربطها بظواهر العولمة واتجاهاتها بعيدة جداً ومحفوفة بالمخاطر المنهجية بدون التحليل، والفهم العميق للظاهرتين([2]).
وإلى جانب صعوبة البحث ـ وفي ظل وجود الكثير من الأدبيات السطحية المتحيزة، في دراسة الظاهرة بشكل عام ـ بقيت مشكلة تعريف المفهوم ماثلة، ومستمرة([3])، إذ لا يوجد لغاية الآن تعريف واحد للإرهاب اكتسب القبول العالميّ، سواء لدى الأطراف الدولية، أو المؤسسات، أو الأفراد([4]) لذلك استمر الجدل والخلاف لأسباب متعددة: دينية وسياسية، وإيديولوجية، وكذلك تاريخية مفاهيمية، من حيث أن استخدام المفهوم تغير وتبدل عبر الزمن، فإرهاب فترة الرعب 1793م إبان الثورة الفرنسية، يختلف شكلاً ومضموناً عن اتجاهات الإرهاب المعاصر([5])، كما سنرى لاحقاً.
وقد عملت الدراسات المتخصصة بدراسة ظاهرة العنف في حقول علم الاجتماع على محاولة ملء الفراغ وسد الثغرات التي تعاني منها الدراسات المتخصصة بدراسة ظاهرة الإرهاب، وبخاصة من الناحية السياسية الغائية، أو الاقتصادية أو السيكولوجية، ومن خلال التركيز على فرضيات متنوعة لتفسير ظاهرة العنف: على أنها فرضية الإحباط المؤدي إلى العدوان عند (دولر دوب) ([6]).
إن الحرمان الاقتصاديّ سبب لزيادة حدة الصراعات في الشرق الأوسط، أو فرضية تيد غور (Ted Gurr) حول (الحرمان النسبيّ: Relative Privation) الذي يعرّفه “بأنه الفرق بين توقعات الإفراد وقدرتهم على تلبية رغباتهم” وإن ذلك سبب أوليّ لكل أشكال النزاعات، ومنها الإرهاب”([7]).
لقد انتقد تشارلز تيلي: (Charles Tilly) أحد أهم منظّري “مدرسة الاجتماع التاريخيّ ” المقاربات السطحية لتفسير ظاهرة الإرهاب، وحصر تعريف المفهوم باتجاه سياسيّ، أو اقتصاديّ، أو سيكولوجيّ واحد، ومن منطلق الفرضيات الرئيسة لتلك المدرسة بالتركيز على تفاعل العلائق المختلفة، وبين ما هو محليّ ودوليّ، والاهتمام بكيفية كون الهياكل التي نعدّها شيئا مُسلّماً به، وطبيعياً (Disposition) هي نواتج مجموعة من العمليات الاجتماعية المعقدة “([8]) جاء (تيلي) وقدم مقاربة انتقد فيها التعريفات الرسمية الأمريكية للإرهاب، وبخاصة تعريف ومنهجية وزارة الخارجية الأمريكية لدراسة الإرهاب ومؤشراته، كما انتقد الدراسات الغربية التي تحاول” مجانسة الرعب والإرهاب (Homogenize Terror)، وأخذ الأمور والتركيز عليها وكأنها طبيعية مسلماً بها، مفترضة أن نمطاً واحداً من الأشخاص، أو الجماعات، أو الأفعال يمكن أن ينسحب على الكل، دون وجود أية اختلافات او التركيز او الدوافع، والعواطف، والخلفيات الثقافية للأطراف المنتجة للرعب قبل قيامهم بأفعالهم”. وبدلاً من ذلك أكد (تيلي)، مقاربته التي تستند على([9]):
1- النظر بصورة منهجية منظمة: “Systematically” للتباينتات بين منتجي الرعب.
2- ثم نقل الاهتمام والتركيز الى العلاقات بين الأطراف الفاعلة (Actors).
ليخلص في النهاية إلى استنتاجاته بأن “الرعب هو استراتيجية توظف عن طريق تنويعات واسعة من الأشخاص والمجموعات، ويتطلب تشكيلة ضخمة من الأفعال”، وأن الرعب (Terror) ليس تابعا لعقلية موحدة أو منسقة (Uniform)، بل استراتيجية توظف عن طريق طيف واسع من الأطراف الفاعلة التي تختلف دوافعها، وأهدافها، ومنظماتها بشكل كبير”([10]).
ويمكن القول: بأن هذه التنويعات المختلفة في حقول البحث المتداخلة تربط العلائق المختلفة، والمتداخلة في صلب ظاهرة الإرهاب سواء الاقتصادية، أو السياسية، أو السيكولوجية، أو الاجتماعية بعضها ببعض بطريقة تمكننا من دراسة التأثيرات المتبادلة بين ظاهرة الإرهاب، وظاهرة العولمة، ذات الصلة الوثيقة بالجدل الذي ما يزال مستمراً أيضاً حول التداخل بين العامّ والخاص، والعلاقة بين ما هو محليّ وما هو دوليّ والترابط بين الأشياء والظواهر([11]).
كذلك فقد أفرزت الظاهرة عدداً من التنويعات المختلفة لدراستها، دراسة نقدية تحليلية وتحليل اتجاهاتها وميولها ([12])، وطرح البدائل المنهجية لها، كما ظهرت دراسات مقارنة لما يسمى بموجات الإرهاب المختلفة عبر الزمان([13]).
إن الإرهاب ليس بالظاهرة الجديدة أو الحديثة، فقد شهد القرن الأول للميلاد، الحركة اليهودية الدينية الإرهابية المعروفة باسم (Zelots) التي اشتهرت في التراث اللاتيني المسيحيّ باسم ” الورعاء ” أو (المتحمسين)، وأطلق عليها الرومان اسم “المخنجرين” نظراً إلى أن أتباعها كانوا يعتمدون سلاح الخناجر في اغتيال ممثلي السلطة الرومانية، وتصفية اليهود الذين كانوا يتهمونهم بالتعاطي مع الرومان، أو التقصير في التقيد بالديانة اليهودية([14]).
وفي القرون التاسع والعاشر وحتى الثالث عشر الميلادية ظهرت في الشرق الإسلاميّ حركات مارست أشكالاً من الإرهاب، أهمها حركة القرامطة التي استخدمت زرع الرعب والفزع والقتل لتحقيق أهدافها السياسية والدينية، والحركة الإسماعيلية النزارية أو الحشاشين التي تخصصت إحدى مراتبها التنظيميه وتدعى الفدائيين([15]) (Fedayeen) باستخدام الخناجر المسمومة لاغتيال المعارضين السياسيين المميزين، في الأماكن العامة، وأمام أكبر عدد ممكن من الجماهير، لتحقيق أكبر قدر ممكن من الدعاية لها، وبث أكبر قدر من الإرهاب والترويع([16])، وبما يذكر “بالأساليب*” التي تستخدمها الجماعات الإرهابية المختلفة في ظاهرة الإرهاب المعاصر([17]).
ومارس المحاربون الصليبيون باسم “الحرب المقدسة”، الإرهاب ونشر الخوف والفزع في المشرق الاسلاميّ لتحقيق أهدافهم السياسية والاقتصادية خلال الحروب الصليبية ([18]).
وخلال الثورة الفرنسية شهدت الفترة المعروفة في التاريخ (فترة الرعب: The Region Of Terror) من 1793-1795، حملة من الإرهاب المنظم لأهداف سياسية، ففي 10/4/1793/، أصبح الإرهاب- ولأول مرة في التاريخ- مشروعاً من “زمرة اليعاقة: روبسبير وجماعته: Jacobin Club” تحت عنوان (الرعب هو قانون اليوم) ([19]).
وفي عام 1800، نجا نابليون بونابرت من محاولة اغتيال بقنبلة قام بها الملكيون، لذلك يرى بعض الخبراء([20])، في التأريخ للظاهرة بأن المفهوم نفسه لم يظهر للوجود إلا مع نهاية القرن الثامن عشر، وذلك عندما استخدمه الفيلسوف السياسي البريطاني (ادموند بيرك) ليصف به تحديداً زمرة اليعاقبة ” من قادة الثورة الفرنسية، وفي سنة 1798 ظهر مصطلح الإرهاب في ملحق الأكاديمية الفرنسية، لتعيين نوع الحكومة التي هي حكومة الثورة الفرنسية ([21]*)، كذلك فإن الظاهرة برزت بعد ذلك في القرن التاسع عشر، وذلك عندما تبناها الفوضويون الروس (Anarchists) ضد حكم القياصرة في روسيا ([22]).
وفي الاتجاه نفسه فإن الظاهرة “وبدرجات متفاوتة” ابتدأت منذ القرن الأول للميلاد تترسخ بأشكال مختلفة من الضراوة والوحشية، حتى وصلنا إلى الإرهاب المعاصر اليوم.
ثم إن هناك مقاربات مختلفة للإرهاب المعاصر، لعل من أهمها([23]):
– المقاربة الأولى: وتدعى اصطلاحاً “الحصرية: Minimalist” وتتميز بأنها تركّز على ثلاثة عناصر مهمة في الظاهرة، وهي:
أ- المنفذون للعمل الإرهابي.
ب- ضحايا العمل الإرهابي (القتلى والجرحى).
جـ- الجمهور الذي يتأثر بالإرهاب.
وفي هذه المقاربة يأخذ موضوع “الضحايا” جلّ الاهتمام والمناظرات، وبالذات موضوع استهداف المدنيين غير المشاركين في القتال، وهو أمر سنتحدث عنه بالتفصيل عند استعراضنا لنماذج من التعريفات لاحقاً.
– المقاربة الثانية: وتدعى “الشاملة: Maximalist” وتركز على ما يلي:
- الضحايا المدنيون للعمل الإرهابي، ويعدّ هذا العنصر هو الأهمّ في تحديد العمل الإرهابي .
- الأهداف العسكرية المدنية وإدراجها ضمن الأهداف والضحايا المدنيين للعمل الإرهابيّ.
ويرى بعض الخبراء أن المقاربة الشاملة هي السائدة لدى الدوائر الإسرائيليه تحديداً في تعريفها لمفهوم الظاهرة، إذ تضيف “الأهداف العسكرية غير المشاركة في القتال:Passive Military Targets” إلى خانة الأهداف المدنية([24]).
لذلك فإن أهمية تعريف الظاهرة ليس بهدف معرفة ا الفعل الإرهابيّ وتحديده فقط، بل لمعرفة كيفية التعامل مع تبعات الظاهرة، وهذا ما يعيدنا مرّة أخرى للتذكير بأنّ التعريفات الغربية، الأمريكية، والإسرائيلية، (بالذات الرسمية) منها تنظر الى الإرهاب “كأسلوب من أساليب الحرب التقليدية، أو حرب العصابات، أو الثوار، أو المتمردين([25]) (Insurgency*)].
والجدول رقم (1) يوضح خصائص كل نوع منها:الإرهاب، الحرب التقليدية، حرب العصابات:
الجدول رقم (1)
خصائص الإرهاب، حرب العصابات، والحرب التقليدية كأساليب للصراع العنيف STRUGGLE VIOLENT([26]).
الرقم | الخصائص | الارهاب
Terrorism |
حرب العصابات
Guerrilla |
الحرب التقليدية
Conventiohal War |
1. | حجم الوحدة في المعركة
Size |
صغير(أقل من عشرة عادةً) | متوسط (كتيبة، فصيل، رفاق، جماعة) | كبير (جيوش، مشاة، فيالق، فرق) |
2. | الأسلحة
WEAPONES |
أسلحه خفيفة، قنابل تفجير سيارات، متفجرات عن بعد | أسلحه خفيفة، مشاة أكثر الأحيان، وقد تستخدم المدفعية | أسلحة ثقيلة:
طائرات، مدفعية ……. |
3. | الأساليب TACTICS | أساليب خاصة الخطف الاغتيال، تفجير السيارات، خطف الطائرات، خطف الرهائن | مغاوير أو فدائيون
|
عادة عمليات مشتركة لمختلف قطاعات الجيش |
4. | الأهداف TARGETS | الرموز الوطنية،السياسيين والجمهور بشكل عام | معظمها الجيش،الشرطة، الموظفين الإداريين والسياسيين | معظمها الوحدات العسكرية، المنشآت الصناعية،البنية التحتية والمواصلات |
5. | رد الفعل المستهدف INTENDED IMPACT | الإكراه النفسي | المظهر العام للعدو تحديداً | التدمير المادي |
6. | السيطرة على الإقليم Controlof TEROTORY | لا | نعم | نعم |
7. | الزي UNIFORM | لا يلبسون | أحيانا | يلبسون زياً |
8. | تقدير ساحة الحرب REGOGNITION OF WAR ZONES | لا تحديد لساحة المعركة عمليات على مستوى العالم (معولمة) | الحرب محددة بالبلد مصدر النزاع | الحرب محددة بحيز جغرافي |
9. | الشرعية الدولية International Legality | لا شرعية له [27]* | نعم، إذا جرت بموجب القوانين | نعم، إذا جرت بموجب القوانين |
10. | داخلي/ وطني Domestic | لا | لا | نعم |
المصدر: Merari, Ariel, 1993, p.222
ويشير بعض الباحثين إلى أن مفهوم ظاهرة الإرهاب أصبح ينظر إليه، من زاوية الكره والرفض له بمعنى غياب النظرة العلمية في الدراسة، والإغراق بعيداً باتجاه الجانب الأخلاقي للظاهرة ([28]).
ويؤكد معظم الباحثين بأن الإرهاب هو شكل من أشكال العنف السياسيّ (Forms Of Political Violence) ([29])، وهذا يعود إلى الجذور التاريخية للمفهوم التي تعود إلى فترة الرعب الذي رافقت الثورة الفرنسية (1793-1795) كما أنه أسلوب من أساليب الصراع، ويمكن أن يشكل استراتيجية خاصة للقائمين به([30]).
لكنّ باحثين مهمين للظاهرة، مثل ولتر لوكير (Laqueur) يجادلون بأنه مهما كان تعريف الباحثين للمفهوم فإنه سيُرفض من بعضهم لأسباب أيدولوجية”([31]). وبأن الصفة الرئيسة للإرهاب هي اشتماله على العنف (Violence)، والتهديد باستخدام هذا العنف ([32]).
كذلك فإنه من المفيد الإشارة في هذه الدراسة إلى أن الإرهاب يختلف عن مفاهيم أخرى قد تبدو قريبة وتختلط بمفهوم الإرهاب لدى بعض الناس، و فيما يلي أبرز هذه المفاهيم:([33])
(1) الإرهاب والصراعات العسكرية المسلحة قد تتشابه في الأهداف، وذلك حينما يكون الهدف هو إحداث “الصدمة” و”الرعب” عند العدو، لكن الاختلاف هو أن الصراعات العسكرية المسلحة شكل من أشكال الحرب التقليدية .
(2) الإرهاب وحرب العصابات ((Guerrilla Warfare: ويكمن التشابه “في حجم المشاركين”؛ بمعنى أن مجموعات صغيرة نسبياً تسعى لتحقيق أهداف كبيرة، وذلك باستخدام العنف المنظم ضد أهداف عسكرية، ويمكن اعتباره شكلاً من أشكال “الحرب التقليدية” موجّه ضد القدرات العسكرية للخصم، ومع ذلك فإن حرب العصابات تقترب أيضاً من الحرب غير التقليدية، وذلك من ناحية اعتمادها تكتيك: التخريب والتدمير، أو الإكراه والإجبار، فمن ناحية ما تقوم بدعم أطراف بطريقة سرية ضد نظام سياسيّ معين، ومن ناحية الإكراه والقهر والتخويف (Coercive Context) تسعى مجموعات حرب العصابات إلى زيادة شعور الدولة المعنية بالخوف، والخطر المحدق .
(3) الإرهاب، وجرائم الكراهية (Hate Crimes): وهنا فإن مهاجمة شخص بسبب الكراهية له لأسباب تتعلق بقوميته ودينه، لا ترقى لفعل العمل الإرهابيّ، لأنها لا تتضمن النية السياسية والنفسية التي تقف وراء العمل الإرهابيّ، فعلى سبيل المثال؛ فإن قيام أحد الأشخاص بمهاجمة موظف الخطوط الجوية الإسرائيلية(إلعال) في مطار (لوس أنجلوس) الولايات المتحدة عام 2002م قد يبدو للوهلة الأولى عملاً إرهابياً، على خلفية العنف الإسرائيليّ العربيّ الإسلاميّ في الأراضي المحتلة، لكنه في الحقيقة صورة عنيفة من السخط والعنف بدافع الكراهية، لذلك فإن الكراهية تجاه جماعة معينة قد تحفز وتدفع العنف المنوى القيام به؛ إما إلى قمع الإرادة السياسية لتلك الجماعة، أو دفعها إلى مغادرة منطقة معينة، وفي مثل هذه الحالة فإن العنف يمكن أن يوصف بالإرهاب([34]).
(4) الإرهاب والمجرمون المختلون عقلياً ( Mentally Ill Criminals ) .
تشير الدراسات المتخصصة بأن الإرهابيين- مقارنة بالأشخاص العاديين- لا يعانون عادة من أية مشاكل نفسية سريرية، أو مشاكل الاضطراب النفسيّ، بل ـ بالعكس ـ فإن الخلايا الإرهابية تتطلب استعداداً نفسياً على درجة عالية من اليقظة والاستعداد النفسيّ والبدنيّ المتوازن والقدرة على العمل السريّ، كذلك فإن المنظمات والشبكات الإرهابية تقوم وبشكل مستمر بإدامة مراقبة وفحص أعضائها، لأن وجود أي عضو غير مستقر أو مضطرب نفسياً، يمكن أن يعرّض أمنها وعملياتها للخطر.
(5) الإرهاب والعمل الفرديّ: Lone Wolves
يعتبر ارهاب الذئاب المنفردة من احدث اتجاهات الارهاب المعولم . وهناك جدل حول المفهوم ، وهل يعتبر ظاهرة ام اتجاه عظيم لكنه يبقى حسب تقيمنا الأخطر في الحقبة الحالية من العولمة .
إنّ بعض الجماعات السياسية لا تسمح بإمكانية اعتبار” العمل الفردي” إرهاباً، أو أن يكون فاعله إرهابياً، وعلى سبيل المثال فإن مكتب التحقيقات الفدرالية (FBI) يصرّ بأنه حتى يكون العمل إرهابياً، فيجب أن ينفذ عن طريق جماعات متشابهة (Like-Minded) وليس عن طريق أفراد يعملون وحدهم([35]).
ويدعي بعض الباحثين أنه لا يمكن اعتبار العمل الفردي إرهاباً؛ لأنه ليس ضد عدوّ يتمتع بشرعية راسخة وبمحتوى اجتماعيّ واسع([36])، ويشير بعض الباحثين إلى أن النظرية ” البنائية الاجتماعية ” تصف إرهابيي العمل الفردي (Lone W) بأنهم يملكون دوافع مختلفة، ويرتكبون أنواعاً مختلفة من الهجمات، ويمكن ردعهم عن ارتكاب جرائمهم بأساليب متعددة([37]).
(6) الإرهاب والجرائم، التقليدية Traditional Crime :
فهناك اختلافات جوهرية بين الاثنين، لأن المجرمين التقليديين يسعون لتحقيق أهداف شخصية: كالمال، والسلع المادية، أو القتل أو جرح ضحايا محددين، وهم ليسوا معنيين بكسب الرأي العام، بعكس الإرهابيين الذين يسعون للحصول على دعم الرأي العامّ. وينظرون إلى فوائد العمل بحد ذاته، ومعظم الإرهابيين يسعون إلى تغيير النظام (أو عناصر في هذا النظام، كذلك فإن الإرهابيين لا يعدّون أنفسهم كذلك، لا بل يجادلون بأن المجتمعات ورجال الأمن الذين يطاردونهم هم الإرهابيون([38]).
ونشير هنا إلى أنه بالرغم من أن الإرهابيين قد يستخدمون الجرائم التقليدية خلال نشاطاتهم، فإن المهم ليس الجرائم بحد ذاتها لتمييز العمل الإرهابيّ عن الجريمة التقليدية، بل إن النظرة إلى الجرائم باعتبارها وسيلة لتحقيق أهداف محددة، وهو ما يشكل الفرق بينهما.
ففي الدول الديمقراطية مثلاً هناك كثير من الوسائل التي يمكن أن يقوم الفرد أو الجماعة باستخدامها للحصول على أهدافهم، ومن أهمها: الانتخابات، والمسيرات، والاجتماعات، والمظاهرات، وغيرها من وسائل التعبير عن الرأي، لكن الإرهابيين لا يؤمنون بهذه الوسائل السلمية؛ لأنهم يرون في العنف” (Violence) الوسيلة المناسبة لتحقيق أهدافهم([39]).
ومن ناحية ثانية يجمع معظم الباحثين، ومعظم التعريفات الرسمية للإرهاب على وجود أربعة معايير مشتركة في تعريف الإرهاب، هي([40]):
(1) العنف واستخدامه: ويقول ولترلوكير(Walter Laqueur) بأن هذا المعيار هو الوحيد، بشكل عامّ، الذي يحظى بإجماع الباحثين.
(2) التأثير النفسي والخوف: لأن الهجمات الإرهابية تنفذ لهدف تعظيم هذا التأثير وأطالة زمن تأثيره قدر المستطاع، وبخاصة من خلال ضرب بعض الرموز الوطنية المهمة سياسياً، أو اقتصادياً، ولعل هجمات 11 أيلول 2001 ضد مركز التجارة العالميّ، والبنتاغون أمثلة حيّة على ذلك([41]).
(3) الأهداف السياسية: ولعلّ هذا ما يميز الإرهاب عن بقية الجرائم والأفعال التي تحدثنا عنها سابقاً (الحرب التقليدية، وحرب العصابات، وجرائم الكراهية) أن الإرهاب ببساطة تكتيك سياسيّ (Political Tactic) لدى الإرهابيين، والفشل في استخدامه يعدّ بالنسبة لهم أسوأ من موت الأبرياء، كالاستهداف المتعمد لغير المشاركين في المعارك.
وهنا تكمن محاولة تأكيدنا السابقة عندما أشرنا إلى أن دراستنا للإرهاب ستكون”عملية” لأنه ليس بالضرورة أن يتفق الكلّ، وبخاصة في العالم الإسلاميّ، والبلاد العربية، وكثير من دول العالم الثالث على”أخلاقية” موضوع استهداف المدنيين المتعمد([42])، لكن، ومع ذلك، يرى كثير من الباحثين أن الطبيعة المدمّرة للإرهاب، هي في استهدافه المتعمّد للمدنيين، ليس لأنهم يشكّلون خطراً، بل لأنهم يشكلون رموزاً محددة للإرهابيين، ومعاناة هؤلاء الأبرياء، تحقق الأهداف التي يسعى إليها الإرهابيون بزرع الخوف، وإيصال رسالتهم للجماهير، وإلا فأن البديل هو تحقيق أهدافهم السياسية([43]).
ويؤكد الخبير الإسرائيلي في الإرهاب (بوزغانور)([44]) بأن الإرهابيّ يدرك سلفاً بأنه إذا لم يقتل في العملية الإرهابية فلن يحقق أهدافه*، لكن، وكما قلنا، فإن الموضوع خلافيّ بشكلٍ كبير، وهناك كثير ممن لهم وجهات نظر مختلفة، ويركز بعض الباحثين مثل (Merari) على قضية موضوع المعايير والخلافات بين الإرهاب وبقية أشكال العنف، لكن المهم أنه يرى بأن استهداف المدنيين لا ينفرد به الإرهابيون فقط، بل استخدم في الحروب التقليدية، وحرب العصابات مثال ذلك: ضرب مدن هيروشيما ونجازاكي بالقنابل الذرية في الحرب العالمية الثانية، وقتل المدنيين للسيطرة على السكان من جانب ثوار الجزائر(الجبهة الوطنية لتحرير الجزائر)، كذلك فعل ثوار الفيتكونغ في فيتنام عام 1965([45]).
كذلك فان هناك عدداً من التعريفات للإرهاب التي تركز على معيار عدم شرعية استخدام العنف من جانب المدنيين أنفسهم ضد المحتلين لأراضيهم؛ لذلك تسمى جميع حركات المقاومة إرهاباً([46]).
لكنّ آخرين يؤكدون على ضرورة التفريق بين الاستخدام الشرعيّ (Lawful)، وغير الشرعي(Unlawful) للعنف، ليبقى موضوع التفريق في النهاية خاضعاً لوجهة النظر السياسية([47])، وبالطبع فإننا سنقوم باستعراض عدة نماذج من هذه التعريفات (الرسمية،وغير الرسمية، وبخاصة التعريفات التي تستخدم بكثرة في أدبيات الإرهاب) خلال هذا البحث، ثم سنضع تعريفنا الخاص بهذه الدراسة.
أما على صعيد الإرهاب الدينيّ “بمعنى الإرهاب الذي يتسم بكون الدين هو الدافع لارتكابه” فإنه يحتل مكانة مهمة وحساسة؛ نظراً لما يكتنف التفسيرات الدينية المختلفة من جدل وخلاف، وبخاصة في ظل الاتجاة العام (Trend) لبروز ظاهرة هذا الإرهاب خلال العقدين المنصرمين وحتى الآن، إذ تشير الدراسات في هذا المجال إلى أنّ الدين “بشكل عام” كان العامل الرئيس للإرهاب حتى بداية القرن التاسع عشر الميلادي؛ إذ توقف هذا الاتجاه (Trend) مُخلياً الساحة لما يسمى في أدبيات الإرهاب بالإرهاب العلمانيّ (Secular Terrorism) ” بمعنى الإرهاب الذي كانت ترتكبه الجماعات والشبكات غير الدينية، وكانت دوافعه في الأساس وطنية، وقومية، موجهة غالباً ضد الاستعمار، أوالمحتلين، أو من يمثلونهم، والذي حفزته بشكل كبير الثورة الفرنسية، بما فيها من مبادئ للحرية والاستقلال، ثم نشط بعد الحرب العالمية الثانية، حتى بلغ ذروته خلال الفترة الممتدة من 1960- 1970 لكنّ هذا الاتجاه للإرهاب “العلمانيّ” توقف أيضاً مع وصولنا أعتاب عقد الثمانينات؛ ذلك أنه مع حلول عام 1980 عاد “اتجاه” الإرهاب الدينيّ للظهور مرة أخرى، وبقوة هذه المرة([48]).
وهكذا فإنه، ومع نهاية التسعينات، كان يمكن للدراسات الكمية أن ترصد أربعة اتجاهات (Trends)([49]) للإرهاب الحديث، هي:
- زيادة في حوادث الإرهاب المدفوعة دينياً.
- انخفاض في العدد الإجماليّ لحوادث الإرهاب.
- زيادة في حجم الإصابات القاتلة في كلّ هجوم.
- زيادة في استهداف الأمريكيين, حيث ارتفعت هذه النسبة بشكل مذهل من (20%) في الفترة من 93 ـ 1995 إلى نسبة (50%) سنة 2000، وبمعنى آخر ارتفع من (66) هجوماً سنة 1994 إلى أكثر من 200 هجوم سنة 2000 ، وتشير إحصائيات مؤسسة (رند وجامعة سان أندروز)في اسكتلندا من خلال تقويمهم السنويّ للإرهاب الدوليّ([50]) بأنّ الإرهاب الدينيّ أصبح مألوفاً حتى قبل هجمات 11 أيلول 2001 على الولايات المتحدة الأمريكية، لكن اتجاهاته وميوله أصبحت أكثر تسارعاً .
ففي سنة 1986 كان هناك (11) جماعة إرهابية دولية علمانية، لكن لم يكن هناك أية جماعة دينية ـ ثم عام 1980 من أصل (64) جماعة إرهابية دولية، كانت هناك جماعتان دينيتان فقط، ثم بدأ الاتجاه بالتصاعد، بعد الثورة الإيرانية ليصل عام 1995 إلى (26) جماعة دينية من أصل (56)([51]).
[1]. Cha, Victor D, “Globalization And the study of International Security”, Journal Of Peace Research vol. 37. No.3, 2000, PP.391-403
[2]. Hughes, Cristopher, “Reflections on Globalization, Security and 9/11”, Cambridge review of internatinoal affairs, vol. 15, No.3, 2002, pp.421-433.
[3]. State Department, Office Of The Coor Denator For Counter Terrorism Patterns Of Global Terrorism, 2003. Www.State.Gov/S/Ct/R/S/Pgtrpt/2003/31569.Html.7 June 2004.
[4]. Alkhattar,Aref, “Reugon And Terrorism, An Interfaith Perspective”, Foreword By Vincent Moor, Praeger Publishers, West Port, Ct,Usa,2003,P.17
[5]. هوفمان، مراد، ” الغلو والتطرف والإرهاب وموقف الإسلام منها” مجلة الإسلام، وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، عمان، العدد الثالث، المجلد 51، نيسان 2007، ص 97.
[6]. دورتي ، جيمس وبالستغراف، روبرت، ” النظريات المتضاربة في العلاقات الدولية”، ترجمة وليد عبدالحي، كاظمة للنشر والترجمة، الكويت، 1985، ص207.
[7]. Jackson, Robert J And Jackson Doreen, (2000). “An Introduction To Political Science: Comparative And World Politics”, Prentice Hall Allyn, And Baconcanada Ontario, Third Edition,P.445
[8]. Tilly Charles,“Terror As Strategy And Relational Process”, International Of Comparative Sociology, 2005, Vol. 46 (1-2) P.1-32, Htt://Cos.Epub.Com/Cgi/ Content/ Abstract/46/1-2/11, April 9.2007
[9]. Ibid, P.1
[10]. Ibid, P.21
[11]. بيليس وستيف، مرجع سابق، ص ص380-382 .
[12]. Tilly, Charles, “Terror as strategy and relational process”, international Journal of Comparative sociology, 2005, vol. 46 (1-2). P.11-32, http://cos.sagepub.com/cgi/content/abstract/46/1-2/11 , April 9.2007..
[13] . Bergesen, J. Albert & Han, Yi, “New Directions For Terrorism Reseh”, Internationaljournal Of Comparative Sociology, 2005, Vol. 46. PP. 133-151, Htt://Cos.Sagepub.Com/Cgi/Content/Abstract/46/133.
.
[14]. بن بيه، عبدالله بن الشيخ المحفوظ، “الإرهاب: التشخيص والحلول”، الرياض، 2007، ص14.
[15]. حسن إبراهيم، حسن، “تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي”، الجزء الرابع، دار أحياء التراث، بيروت، 1967، ص ص256-279 .
[16]. Cronin, Audrey Kurth, “Terroristant Suicide Attacks”, Waihngton, D.C Congressional Research Service Report For Congress, 28 August 2003, P.2
* يذكر المؤرخ حسن ابراهيم حسن أعلاه بأن النزارية الاسماعيلية كانت على مراتب (تنظيمية) دعوية وفي المرتبة الخامسة منها الفدائيون (الحشاشون)، وكان هؤلاء يتميزون بصفات خاصة أهمها: الطاعة العمياء، القوة البدنية، الصبر والتمهل، وإتقان استخدام السلاح والخناجر، وإتقان اللغات الاجنبية، وإتقان استخدام الخداع والتخفي والتنكر، واستخدام الوثائق المزورة، ومثاله أن الذين اغتالو المركيز/كزاد/ أمير مونت فيران كانوا يتحدثون اللغة الفرنسية، متنكرين بجوازات مرور مزورة باعتبارهم رهباناً مسيحيين، خلال فترة الحروب الصليبية.
[17]. Cronin, Audrey Kurth,op. cit.,P. 2.
[18]. مونروند، مكيموس، ” تاريخ الحروب الصليبية”، في كتاب حنفي المحلاوي،” التسامح والعنف والإرهاب في الأديان السماوية”، عالم الكتب، القاهرة، 2003، ص171.
Wikipedia, Terrorism, History, 2006, P. .[19]
[20]. Burgeson, Mark, “Terrerism, Explaning, Religious Terrorism”, Part 1: The Axis of good and evil, 2004, P.1.
* ينقل بن بيه ص25، عن مجلة القضايا الدولية Questions internationals في عددها الصادر في يوليو 2004، في ملف خاص عن الإرهاب. “بأن الإرهاب ظهر في عام 1798م في ملحق الأكاديمية الفرنسية لوصف حكومة الثورة الفرنسية، التي كانت ترهب الشعب، وبخاصة الملكيون باسم الحرية والثورة، فكان الإرهاب وصفاً لنظام حكم، إلا أنه منذ نهاية القرن الثامن عشر أصبح المصطلح يتعلق بعنف صادر عن أفراد، أو جماعات خارج القانون”.
[22] . هوفان ويلفرد، مراد، مرجع سابق 2007، ص97.
[23]. Al- Khattar op. cit.,PP.17-18
[24]. Ibid .
[25] . News Week, FEB 7, 2005, p.18.
[26]. Merari, Ariel, “Terrorism As A Stratregy of Insurgency, Terrorism And Political Violence”, Vol. 5, No.4, (Winter 93), P.222. Published By Frank Cass, London, Www.St-Endrws.Ac.Uk/Academic.
* موضوع الشرعية يتعلق بالإطار الزمني وتغير بعض المسلمات السياسية على الساحة الدولية، فخلال فترة الثورة الفرنسية 1793م، كان الإرهاب مشروعاً (فترة الرهبة).كما اصبح من المستساغ دوليا قيام الدول باستخدام الارهاب /ارهاب الدولة/ للقضاء على الارهابين والجماعات الارهابية وهذا ماتفعله اسرائيل ضد الفلسطينين وأمريكا ضد القاعدة في أفغانستان ومنطقة القبائل .
[28]. [28]. Merari, Ariel, op. cit., P. 213.
[29]. Ibid, P.213
[30]. Burgess, Mark, Terrorism: The problems of the finishing, center for defence information, August 1, 2003, p.2., Http://www.cdi.org/ friendlyversoin/preventiveversion .sfm?documentID=1564,22,2,2007
[31]. Ibid, P.1.
[32]. Wikipedia, Terrorism, 2006, p.3, http://en.wikipedia.org/wiki/terrorism, 14, 8, 2006.
[33]. Ibid, P.23..
[34]. april 17, 2003, pp.1-2, Boehlert, Eric, Terrorism Or Hate Crime?, Salon.Com..http://www.en.wikipedia.org./wiki/terrorism
.
[35]. Wikipedia, 2006, P.3
[36]. Della Porta, Donatella,“Left-Wing Terrorism In Italy”, University Park: Pennsylvania State University Press, 1995, Ch.4,PP.105-159
[37]. Boehlert, Eric, op.cit., P.3.
[38]. Al-Khattar,op. cit., PP. 19-20.
[39]. Al-Khattar,op. cit., P. 20.
[40] . Merari, Ariel, op. cit.,erari, 1993, p.215..
[41]. Juergensmeyer.
[42]. Ariel, 1993, P.215.
[43]. Juergensmeyer, mark, “Terror in the mind of god”, university of california press, 2000, P.125-135.
* يعرف بوزغانور (المدير التنفيذي لمعهد السياسية الدولية لمكافحة الإرهاب في إسرائيل) الإرهاب بأنه “أسلوب عملياتي بحيث أن الفعل الإرهابيّ يعتمد بشكل كبير على موت المنفذ للعملية؟”.وكما يوضح غانور فإن الإرهابي يدرك سلفاً بأن عمليته المخطط لها لن تنفذ إلا إذا قتل نفسه، ويمكن القول بأن تعريف غانور بتطبيق على أحد أنواع الإرهاب وهو الإرهاب الانتحاري الذي مارسه في السابق الفدائيون- الحشاشون- والآن يمارس من قبل نمور التاميل في سيرلانكا والأراضي الفلسطينية المحتلة والعراق.
[44]. Ganor, Boaz, “The First Iraqi Suicide Bombing: A Hint Of Thing To Come International Policy”, Institute For Counter Terrorism Article 30/3/2003, P1, Www.Ict.Org.It/ Articales/Articleid=477, 12 December 2004.
[45]. Merari, Ariel, 1993, P.215-216.
[46]. Wikipedia The Free Encyclopedia, Terrorism, P1. Http://en.Wikipedia. Org/ Wiki / Terrorism, 3/1/2007
[47]. Khan, Ali, Alegal Theory Of International Terrorism, 19 Connecticut Law Review, 1987, Pp. 945-972 htt://Papers.Ssrn.Com/20/3/Papers.Cfm? Abstract-Id=935347.
[48] . Burgess, Mark, 2004, P.3-4
[49]. Kurth Audrey, Cronin, “Behind The Curve: Globalization And International Terrorism, Intenational Security” 27, No.3 (Winter 2003) PP.42-43.
[50]. Ibid, P.42 .
[51]. Burgess, 2004, P.4.