يرى هنري كسينجر وزير الخارجية الامريكية الاسبق في كتابه الجديد النظام العالمي ، لم يترجم بعد ، أن النظام الاقليمي للدول لايزال موجود رغم توسع مفهوم الدولة القومية بعد اتفاقية وستفاليا خارج حدود اوروبا لكن هذا النظام مهدد اليوم من الاسلام السياسي المتخطي للحدود الوطنية على هيئة حركات سياسية مثل الأخوان المسلمين والجماعات الجهادية كالقاعدة والدولة الاسلامية في العراق والشام /داعش التي اخذت تشكل خطرا جديدا من حيث انها تفتت مفهوم الدولة القومية الى شكل من القبلية والوحدات الطائفية الأمر الذي يهدد زج المنطقة الى اتون مواجهة مشابهة للحروب الدينية التي واجهت أوروبا قبل نظام وستفاليا ولكن بشكل أوسع .
على الجانب النظري لم يغادر كسينجر جلدة كمنظر واقعي حيث يؤكد من جديد أن الدولة القومية ما تزال اللاعب الرئيس في النظام الدولي ، لكنه يضيف أن النظام العالمي لايمكن تحقيقة من خلال دولة وحدة تعمل بشكل منفرد وبالطبع هو يشير هنا الى أهمية التعاون الامريكي الأوروبي تحديدا . ولذلك لم يكن مفاجئا انه لم يعر اي اهتمام للمؤسسات الدولية او الأطراف الفاعلة ما دون الدولة وأهمها الجماعات الارهابية ؟
فمن وجهة نظرة لم يتغير شيئ منذ مؤتمر فينا عام1814م الذي ازاح العنف جانبا وأرسى السلام في اوربا طوالة قرنا من الزمن ولا يختلف عن عام 1914 عندما قادت نفس الدول اوروبا الى الحافة مطلقة حربا رئيسة أصبحت أول نزاع عالمي بشكل حقيقي .