أعتقد بأن تجربة العقوبات الاقتصادية لوحدها ليست فعالة جداً في تغيير سلوك الدول والأنظمة الشمولية مثل ايران .لأن هذه الأنظمة غالبا ما تنجح في قلب المعادلة وتستغلها لكسب تعاطف الشعب ضد ما يسمى العدو الخارجي أو المؤامرة الأمريكية –الصهيونية.
من المؤكد بأن العقوبات الاقتصادية الأمريكية بعد انسحابها من الاتفاق النووي أدت الى خسائر كبيرة في الاقتصاد الوطني الإيراني تقدر بحوالي 10% من الناتج المحلي الإيراني ، وساهمت في أشكال متعددة في تفجر الاحتجاجات في ايران. وفي زيادة الخلافات بين الأجنحة المتصارعة في القيادة الإيرانية . لكن هذه الاحتجاجات والعقوبات الاقتصادية – ربما- ستساعد ايران في التخلص من ما يسمى في أدبيات الاقتصاد والتنمية ” المرض الهولندي ” إذ يمكن أن تتخلص من الاعتماد على النفط مثلاً كمصدر للدخل القومي.
اعتقد بأن الاحتجاجات ستُغير في” سلوك” النظام الإيراني” بشكلٍ تدريجي على المدى المتوسط. وهذا سيظهر على السطح ويتجلّى في كيفية تعامل النظام الإيراني في عدد من الملفات أهمها:
دعم الحوثين في اليمن
دعم حزب الله في لبنان
الحرب في سوريا
دعم حماس والجهاد الإسلامي.
من المؤكد بأن ايران ستغير من سلوكها تجاه هذه الأطراف التي تستنزف الكثير من القدرات الاقتصادية في وقت تعاني فيه من العقوبات الاقتصادية.
لكن من غير المرجح أن تساهم هذه الاحتجاجات بشكلها الحالي في تغير” بنية النظام الإيراني ” لأنه أثبت حتى الآن أنه قادر من خلال استخدام للقوة المفرطة ضد المحتجين ، والتعتيم الإعلامي وقطع شبكات الأنترنت عن المواطنين ، واستخدام الدعاية المضادة ضد أمريكا على تجاوز الاحتجاجات. وربما استخدامها كورقة ضغط في الجولة القادمة من المفاوضات مع أمريكا.