النسويّة مجموعة متنوعة ومختلفة من النظريات الاجتماعية والحركات السياسيةوالفلسفات الأخلاقية، التي تحركها دوافع متعلقة أساساً بقضايا المرأة، وهي حاضرة اليوم بزخم في مختلف النشاطات الإنسانية، من الفنون إلى العلوم، وإن بمستويات مختلفة من النشاط والاهتمام.
المساواة بين الجنسين المعنية بالسياسة العالمية لم تصبح عملاً شائعاً إلّا في أواسط ثمانينيات القرن العشرين
كان نضال الحركات النسوية لتحقيق المساواة مع الرجل في مجال الحقوق السياسية من أقدم وأهم المجالات التي اشتغلت عليها الحركات النسائية، لكنّ المساواة بين الجنسين، المعنية بالسياسة العالمية، لم تصبح عملاً شائعاً إلّا في أواسط ثمانينيات القرن العشرين، وقد نشأ أصلاً من العمل في سياسة التنمية والأبحاث المتعلقة بالسلام، ولكن في نهاية الثمانينيات نشأت أول موجة من أعمال المساواة بين الجنسين، والتي يمكن حصرها في أربعة تنويعات أو فروع رئيسة، هي:
الفرع الأول: “النظرية الليبرالية للمساواة بين الجنسين”، وطرحت السؤال الآتي: أين كانت المرأة في السياسة الدولية؟
واشتغلت هذه النظرية على إظهار مدى انخراط النساء في السياسة العالمية، والأساليب التي استبعدت فيها النساء من السلطة، ومن لعب دور كامل في الحياة السياسية، والعمل في المقابل على أن تتمتع النساء بالحقوق والفرص نفسها التي يتمتع بها الرجال.
النسويّة مجموعة متنوعة ومختلفة من النظريات الاجتماعية والحركات السياسية والفلسفات الأخلاقية
والفرع الثاني من نظرية المساواة بين الجنسين؛ هو “المساواة الاشتراكية /الماركسية”؛ حيث يجري التأكيد في المساواة الاشتراكية على الاضطهاد التاريخي للنساء، والنظام الأبوي لسيطرة الذكور، بينما تركّز المساواة الماركسية على دور القوى المادية والاقتصادية بالدرجة الأولى في تقرير حياة النساء، وأنّ سبب عدم تحقيق المساواة للنساء يعود إلى النظام الرأسمالي، وإسقاط هذا النظام هو الطريق لتحقيق المساواة، بحجّة أنّه النظام الأكثر اضطهاداً للنساء.
أمّا الفرع الثالث؛ فهو “ما بعد الحداثة”، والقضية الرئيسة هنا هي الجنس (gender)، كبنية اجتماعية للفوارق بين النساء والرجال، وليس على المرأة بحدّ ذاتها، ثمّ نوع الدور الذي يناط بكل من الرجل والمرأة في بنية السياسة العالمية وعملياتها، وكيف ساهمت السياسة العالمية في إنتاج أنواع معينة من النساء والرجال.
النظرية الليبرالية للمساواة بين الجنسين اشتغلت على إظهار مدى انخراط النساء في السياسة العالمية وأساليب استبعادهن من السلطة
أما الفرع الرابع فيتمثل في “المساواة الاستشرافية بين الجنسين”، والهدف المركزي هنا هو إعادة وصف للحقيقة من وجهة نظر نسائية، وتطوير نسخة أو رؤية أنثوية عن الحقيقة والعالم.
وفي هذا المجال؛ جرى تدريس وتنظير العلاقات الدولية منذ مدة طويلة، وكأنّ النساء لا وجود لهنّ في السياسة العالمية التي يختص بها الرجال فقط، أو كأنّ الرجال والنساء يتأثرون ويؤثرون بالسياسة العالمية بالطرق نفسها، وفي تلك الحالة لن تكون هناك حاجة إلى تجنيس (gendering) التحليل للسياسة العالمية.
اقرأ أيضاً: نسويات مغربيات في مرمى تكفير المتشددين والتحريض على قتلهن
لكن بعيداً عن حقل السياسة والعلاقات الدولية، يسترعي الانتباه أن تقاليد الكتابة عن حالة النسوية كفكرة تتعلق بنضال النساء من أجل الحقوق، والمعاملة غير العادلة لهنّ والحطّ من قدرهنّ، سبقت بكثير الكتابة والاهتمام بالسياسة والحقوق السياسية والتعبير عنها كحركة سياسية بقرون، ولم تنتهِ حتى على اعتبار أنّها بدأت كفكرة منذ بداية القرن الخامس عشر؛ إذ تمّ التعبير عنها للمرة الأولى بواسطة الفرنسية العلمانية المثقفة، كرستين دي بيزان (Christine de Pizans) من خلال كتابها “كتاب مدينة السيدات”؛ الذي أكّدت فيه: أنّ “قيمة الفرد في الحياة ليست في الجسم كجنس؛ بل في كمال السلوك والفضائل”، وقد استمرت الكتابات المشابهة خلال الـــ400 عام اللاحقة من عدد من النساء اللواتي لم يكنّ يُعرّفن عن أنفسهن بأنهنّ “نسويات”؛ إذ لم تظهر كلمة أو مصطلح “النسوية” إلا في القرن التاسع عشر.
كرستين دي بيزان (Christine de Pizans)
ويتم اليوم التعبير عنها بالموجات: الأولى والثانية والثالثة والرابعة، بحسب تصنيف الأدبيات العالمية حول النسوية والحوارات النقاشات المختلفة حولها.
جرى تدريس وتنظير العلاقات الدولية منذ مدة طويلة وكأنّ النساء لا وجود لهنّ
المثير في دراسة النسوية؛ أنّها حركة فضفاضة من الأفكار والنشاطات الإنسانية، بصرف النظر عن مقاربتنا المعاصرة لها، سواءً نظرنا إليها من جهة أنّها “فكرة” جوهرية، تنطلق من فرضية رئيسة، تقول بحسب وصف الكاتبة والناشطة النسوية الأمريكية، ماري شير: “المرأة إنسان”، أو كما تقول الكاتبة البريطانية دورثي سايير: “المرأة مثلها مثل أيّ إنسان عادي ومثل الرجل بنفس الرغبات الفردية والحقوق كأي فرد”، أو نظرنا إليها كــ”إطار “فكري”، بحسب وصف الفيلسوفة النسوية الأمريكية، نانسي هارتسوك؛ “كأسلوب للتحليل وطريقة لطرح الأسئلة والإجابة عن الأسئلة”، أو حتى لو نظرنا إليها على أنّها، كما تقول البروفسورة والناشطة النسوية الأمريكية، جلوريا جين واتكنس، المعروفة باسم (بيل هوكس): “مشروع سياسي جمعي”، معني بإنهاء كلّ أشكال الاستغلال والتمييز وعدم المساواة في المعاملة للنساء.
اقرأ أيضاً: شيرين عبادي: نعم أنا نسوية ومسلمة.. أين التعارض؟
إنّ جميع المقاربات السابقة في الحقيقة تعبّر في عمقها عن التحولات التي مرت بها الموجات الأربع للحركة النسوية المعاصرة.
ونحن هنا لا نتحدث عن النسوية كنوع من الترف الفكري تحت ذرائع مختلفة، أهمها عدم الأهمية، مقارنة بقضايا عالمية أخرى تشغل المجتمعات اليوم في السياسة والاقتصاد والأمن؛ بل لأنّ مسألة النسوية ما تزال ملحّة، والطريق أمام تحرر المرأة ما يزال متعرجاً، والمشكلات والعوائق أمام تقدم وتحرر المرأة زادت وتعقّدت أكثر من السابق.
كتاب “النسويّة” لديبورا كاميرون
ومن بين الكتب الحديثة التي صدرت حول الحركات النسوية المعاصرة، وتناولت الموضوعات أعلاه، كتاب الأستاذة في اللغات والاتصال في كلية وركستر – أكسفورد/ ديبورا كاميرون (Deborah Cameron) ؛ الذي نشرت طبعته الأولى بالإنجليزية، العام 2018، تحت عنوان “النسويّة” (Feminism).
كتاب “النسويّة” لديبورا كاميرون من بين الكتب الحديثة التي صدرت حول الحركات النسوية المعاصرة
الكتاب؛ الذي يتألف من 142 صفحة، مع مراجع قليلة، ركز بالتحديد على التجربة الغربية خاصة الأنجلو-أمريكية؛ لذلك نلاحظ أنّه لم يتحدث عن التجارب النسوية خارج المنظومة المعرفية الغربية؛ حيث اشتغلت المؤلفة على قضايا المرأة الغربية ابتداءً من قضايا المساواة الاقتصادية والاجتماعية في ظروف العمل والأجور وقضايا الحق بالإجهاض والاستغلال الجنسي، وغيرها من القضايا المسكوت عنها خارج المنظومة الأنجلو-أمريكية، مع بعض الإشارات البسيطة إلى آراء بعض النسويات المسلمات في الغرب، خاصة فيما يتعلق بالجدال حول لباس المرأة البرقع والنقاب، والتأثير المعاصر لحركات اليمين المتطرف (اليمين البديل)، والشعبوية في الغرب وروسيا والهند وتركيا وبولندا في التضييق على الحركات النسوية.
اقرأ أيضاً: عاملات لا يصرخن عبر “هاشتاغات” .. نسويات بلا نسوية
يتألف الكتاب من مقدمة و7 فصول، تناولت في المقدمة باختصار تاريخ الحركةالنسوية في الغرب، بالحديث عن نشاطها من أجل المطالبة بالحقّ في التصويت في الانتخابات التي بدأت في القرن التاسع عشر، ووصلت قمتها في بدايات القرن العشرين وخلال هذه الفترة كان النقاش يدور حول محورين مختلفين هما: وجهات النظر حول طبيعة المرأة، والتركيز على أنّها مشابهة للرجل، وذلك بهدف التأكيد على أنّها تستحق نفس الحقوق السياسية للرجل.
كتاب “أصل العائلة” لفريدريك إنجلز
والثانية الأدوار الاجتماعية للمرأة؛ حيث يتم التركيز على أنّ المرأة مختلفة عن الرجل، وبالتالي لا يمكن تمثيلها سياسياً كما الرجل، وزاد من صعوبة ذلك؛ أنّ الحركات النسائية كانت مختلفة الأهداف؛ فالنساء ذوات البشرة السوداء في أمريكا كنّ يناضلن من أجل مطالب وأهداف تختلف عن النساء ذوات البشرة البيضاء، وفي بريطانيا أدّى هذا الفصل بين المحورين، العام ١٩٣٠، إلى ظهور مقاربتين هما: النسوية القديمة، والنسوية الحديثة؛ حيث تطالب الأولى بالمساواة مع الرجل في التوظيف والعمل والأجور، بينما تطالب الثانية بتحسين ظروف النساء كأمهات وزوجات، من خلال إعالة وتعويض الأرامل والمساعدات المالية الشهرية للعائلات.
اقرأ أيضاً: بخصوص النسوية العربية العابسة
وتؤكد المؤلفة أنّ مثل هذه المحاور ظلت تتفاعل لدى الحركات النسائية مع الزمن والتطور الاجتماعي من خلال الموجات المختلفة للحركات النسوية.
في الفصل الأول؛ تناولت مفهوم السيطرة (Domination)، أو الهيمنة على النساء، وحقيقة هذه الهيمنة عبر التاريخ الإنساني والتحولات التي أدّت إلى سيطرة الرجل على المجالين الخاص والعام للمرأة، بعد أن كانت المرأة هي المسيطر لكن دون العبور بالمناظرات الميثولوجية المعروفة في هذا المجال؛ بل ركزت مثلاً على مقاربات معروفة، مثل عمل فردريك إنجلز في كتابه الشهير “أصل العائلة” (1884)، وتحليل النظام الأبوي “البطريركية”، والتحولات التي طرأت على نظام السيطرة الأبوي مع الزمن حتى العصر الحالي.
اقرأ أيضاً: هكذا تقف الحركة النسوية في إيران بوجه نظام الملالي
وهنا تشير المؤلفة إلى مسألة في غاية الخطورة؛ هي أنّ هذا النظام الأبوي قد جدّد نفسه في القرن الواحد والعشرين من خلال ممارسات إجبار النساء على رعاية الأطفال وبروز جماعات أبوية مسلحة شاملة جماعات دينية متشددة؛ وجماعات علمانية لحقوق الرجال ترتبط عادة بجماعات ومنظمات عنصرية وقومية، مثل: “تفوق البيض” وتفوق النساء، وكراهية المسلمين واليهود، والتي يجمعها عادة مصطلح “اليمين البديل”، وهذه الجماعات حققت الآن الكثير من القوة والتأثير السياسي.
ولعلّ أهم مثال على ذلك الإدارة الأمريكية الحالية، في ظلّ رئاسة دونالد ترامب، ونائبه المسيحي المحافظ المتشدّد، مايك بنس، الذي يعارض حقوق الإجهاض.
ولم يتوقف الأمر على ذلك؛ بل تبنّت بعض الجماعات الدينية “المتشددة” (fundamentalist groups ) في الشرق الأوسط وإفريقيا، مثل داعش وبوكوحرام، التقاليد القديمة للنظام الأبوي من خلال أسر واغتصاب النساء واستعبادهن.
في الفصل الثاني: تناولت مسألة حقوق النساء (rights) مؤكدة نقطة مهمة في نضال النساء من أجل حقوقهن في الغرب؛ حيث كان الحديث عن الحقوق لدى الساسة والزعماء يقتصر على “حقوق الرجل الأبيض” فقط، وليس الحقوق الطبيعية للإنسان، ومثال على ذلك؛ إعلان الاستقلال الأمريكي الذي كتبه الرئيس الأمريكي، توماس جيفرسون، العام 1776، ثمّ تناولت بالتفصيل الخلافات بين الحركات النسوية حول مسألة التأثيرات الثقافية والحضارات في الحقوق والمساواة بين الرجل والمرأة داخل المناظرات الليبرالية في الغرب، والنسويات من جنوب آسيا، والمسلمات المقيمات في بريطانيا، مث؛ل ياسمين رحمان، وعالمة الاجتماع والناشطة الجزائرية ماري – إيمي هيلي – لوكاس، التي أيدت قرار فرنسا بحظر النقاب في المدارس في فرنسا بحجة أنّ الدولة مطالبة بحماية الأطفال من الممارسات المدمرة التي تفرض عليهم من عائلاتهم حول الرموز الدينية وقضايا الحجاب والنقاب والسفر.
اقرأ أيضاً: النسوية الإسلامية: ما الجديد؟
ثم تناولت مسألة العمل في الفصل الثالث، مشيرة إلى الحواجز والظروف التي ما تزال تحول دون تقدم المرأة في العمل، عبر ما اصطلح عليه “السقف الزجاجي” (glass ceiling) الذي يعني الحواجز التي تحول دون عمل المرأة وتقدمها في بعض الأعمال والوظائف، وتخلص المؤلفة إلى أنّ المعضلة التي تواجه النساء ليست “هل أذهب إلى العمل أم أبقى في البيت (مع أنّ البيت هو مكان عمل لكثير من النساء)؟ بل كيف تفاوض مطالب العمل سواء مدفوع الأجر أم لا في عالم يتمحور حول مطالب الرجل لا مطالبهن”.
أما في الفصلَين الرابع والخامس؛ فتُناقش مسألة الأنوثة (femininity)، وتأثيرها على قضايا المرأة، وتشير إلى ريادة الفيلسوفة الفرنسية الوجودية، سيمون دي بوفار، من خلال كتابها المعروف “الجنس الآخر” (1940)، حيث ركّزت على مسألة البنية الاجتماعية للمرأة، وأنّها ليست فقط مُعطى أو قضية بيولوجية، ومن هنا ظهر التمّيز بين مفهوم الجنس والنوع الاجتماعي، في الدراسات النسوية، والجنس وممارسته وتأثيره على قضايا المرأة وحرية الممارسة الجنسية للمرأة، أو ما يسمى “نسويّة النشوة”، وتأثير الثورة التكنولوجية والإنترنت على ثورة الجنس منذ الثمانينيات.
كتاب “الجنس الآخر” لسيمون دي بوفار
في الفصلَين السادس والسابع: تناولت المؤلفة تأثير الثقافة، ومستقبل الحركات النسوية، مشيرة إلى العقبات التي تواجه المرأة في الغرب في المجال السياسي-الثقافي من قبل اليمين البديل (اليمين المتطرف) المعادي للنسويّة (meninists)؛ الذي ما يزال ينظر إلى المرأة باحتقار وعدائية، معتقداً أنّ الرجال هم ضحايا للحركات النسوية، وأنّ النضال يجب أن يكون موجهاً نحو تثبيت حقوق الرجال في القرن الواحد والعشرين؛ لذلك هم يركزون على السياسات الثقافية (الأفكار، والصور، والقصص، والنظريات) على اعتبار أنّها تلعب دوراً مهماً في استمرارية أو فقدان حالة عدم المساواة؛ حيث يؤمنون بأهمية التغيير الثقافي كشرط للتغيير السياسي، لا العكس.
لقد استطاع اليمين البديل المعادي للمرأة أن يسخّر الشعور لدى الكثير من الرجال في الديمقراطيات الغربية؛ بأنّ “الامتيازات الثقافية” هي المتبقية لهم، على اعتبار أنّ الرجل هو “خالق الثقافة”، وأنّ المرأة أدنى منزلة في الثقافة والتميز والنبوغ العلمي؛ لذلك يتم التقليل من إسهامات ونبوغ النساء في مختلف المجالات الأدبية والعلمية، وتقلّ نسبتهن في جوائز نوبل على سبيل المثال، تحت تأثير ما يطلق عليه بمفهوم “تأثير ماتيلدا” (the matilda effect) (نسبة إلى ماتيلدا جوسلين كيج/ الناشطة الأمريكية في مجال الحقّ بالمشاركة في التصويت في الانتخابات التي كتبت عن هذه الظاهرة في القرن التاسع عشر)؛ حيث يتم تجيير إنجازات وجهود النساء لمصلحة الرجال الذين يعملون معهن غالباً كمساعدات بحث واستشارات.
وتؤكّد أنّ هذه النظرة قديمة وتعود جذورها إلى كتابات تشارلز داروين، في كتابه “أصل الإنسان” (1871)، وكتاب الطبيب وعالم الجريمة الإيطالي الذي تأثر بداروين؛ سيزار لومبروزو “الإنسان المجرم” (1876).
في النهاية؛ تؤكّد المؤلفة أنّه رغم كلّ التحديات التي واجهت الحركات النسويةفي موجاتها الأربع، إلا أنّ النظرة الجوهرية القائمة على أنّ المرأة هي إنسان أولاً وأخيراً لن تنتهي