حذر تقرير استخباري أصدره “فريق لجنة المراقبة التابع لمجلس الأمن” في للأمم المتحدة الذي يتابع محاصرة وإضعاف تنظيم داعش والقاعدة والتنظيمات التابعة لها، ونشر بتاريخ 1-8-2019م في مواقع أمريكية واسترالية أن تنظيم داعش يخطط للقيام بسلسلة من العمليات الإرهابية خلال عام 2019م في أماكن غير متوقعة من دول العالم.
بالعودة الى التقرير الأصلي الذي نشر على المواقع أعلاه تبين لنا بأنه صدر بتاريخ 15-7-2019م باسم مجلس الأمن- من قبل الأندونيسي- ديان ترانسيا دجاني( Dian Triansyah Djani ) رئيس اللجنة المختصة بتطبيق قرارات مجلس الأمن بخصوص متابعة تنظيم داعش والقاعدة والتنظيمات ولأفراد التابعين لها هو التقرير رقم 24 الذي تصدره لجنة المراقبة وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2318-2017م ويتكون من 24 صفحة باللغة الإنجليزية ويستعرض الإجراءات التي اتخذها مجلس الأمن بهذا الخصوص والتطورات التي طالت تنظيم داعش وتنظيم القاعدة تحديداً منذ عام 2014م واتجاهات الإرهاب .
ويستعرض التقرير الاتجاهات الجديدة في مكافحة الإرهاب ويشير الى خريطة الإرهاب والأماكن التي ينشط بها في كل دول العالم مع تركيز ملاحظ على دول أوروبا ،وغرب أفريقيا ودول الساحل ودول جنوب شرق أسيا وشرق أسيا وخاصة الفلبين وماليزيا وإندونيسيا . والتأكيد على أهمية الدعاية على وسائل التواصل الاجتماعي مشيراً الى مذبحة سيرلانكا ونيوزيلاندا أذار –مارس 2019م جهة خطورة الإرهاب المحلي الذي تنفذه الخلايا المحلية ، وخطورتها في نشر ما يسمى إرهاب الديانات ، ويحذر من عدم قدرة دول مثل الصومال وليبيا وأفغانستان على مكافحة الإرهاب .
المهم في التقرير هو التقييم الذي خرج به حول قدرة تنظيم داعش على شن مجموعة معقدة من الهجمات في عدة أماكن في العالم حال توفر الفرصة المناسبة والتوقيت المناسب عبر خلاياه النائمة المنتشرة في العالم.
وتأكيد التقرير أنه رغم الهزائم التي مني بها التنظيم خاصة بعد معركة الباغوز في أذار-مارس 2019م إلا أنه استطاع البقاء والتطور في أماكن مختلفة من خلال شبكات سرية ومن خلال تركيز قيادة التنظيم على استراتيجية البقاء والتماسك وبناء “خلايا نائمة” على المستوى المحلي في الأماكن الرئيسة للتنظيم التي يتواجد بها حاليا خاصة في العراق حيث يؤكد التقرير أن زعيم التنظيم وعدد من قادته موجودين فيها بانتظار الفرصة المناسبة للعودة مرة أخرى . في نفس الوقت يركز التنظيم على الدعاية والإعلام للمحافظة على سمعة التنظيم كقائد وحيد للإرهاب العالمي –بنسخة الخلافة الافتراضية – وعندما تحين الفرصة والوقت المناسب فأن التنظيم سيكون قادرا على غدارة وتسهيل شن هجمات إرهابية في أماكن مختلفة في العالم .ورغم ان التقرير لم يحدد تحديداً لهذه الأماكن إلا انه المح الى أن غرب أفريقيا والفلبين تبدو الأكثر احتمالاً نظراً لارتفاع مستويات العنف والتجنيد فيها.
يؤكد التقرير أن تنظيم داعش الآن هو اقوى بشكلٍ عام من تنظيم القاعدة الذي يبدو في حالة سكون في ظل معلومات عن تردي صحة زعيم التنظيم ايمن الظواهري والجدل حول مسالة خلافته حيث كان يطرح حمزة بن لادن كخليفة له . هذا قبل أن يرد خبر مقتل حمزة بن لادن، في غارة جوية، أو عملية استخبارية نفذتها المخابرات الأمريكية حسب ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز وشبكة إن بي سي، وسي ان ان الأمريكية يوم الأربعاء 31-7-2019م نقلا عن مصادر في المخابرات الأمريكية لم تحددها.
وفشل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في إيجاد موطئ قدم له في السعودية نتيجة نجاح الأجهزة الأمنية السعودية في القضاء على كافة الخلايا العاملة هناك، ولذلك اعتمد التنظيم على أسلوب الذئاب المنفردة.
أما في اليمن فأن القاعدة يسعى الى التفاهم مع القبائل المحلية لتامين الحماية .واستراتيجية التنظيم هي مقاتلة تنظيم داعش كمنافس على الساحة اليمنية وليس مقاتلة الحوثيين .وينتشر أعضاء التنظيم في محافظات حضرموت ، البيضاء، وهم اكثر قوة وتنظيم حتى الآن من تنظيم داعش الذي لا يتجاوز عدد أعضاؤه 400 عضوا فقط .
يشير التقرير بأن جزء من قوة تنظيم داعش في مقابل تنظيم القاعدة يعود الى الإمكانيات المالية التي لا زالت موجودة لدى التنظيم حيث تقدر موازنة التنظيم بمبلغ يتراوح ما بين 50-300 مليون دولار مخزنة في أماكن غير معروفة إضافة الى الكثير من القطع الفنية والأثار ،وأن هذه الأموال قد تمكن التنظيم من تسهيل وتمويل عملياته في الداخل والخارج. رغم الإجراءات المالية الصارمة من قبل الأمم المتحدة على مسالة تمويل التنظيم.
ويلفت التقرير النظر الى بروز مشكلة “المقاتلين الارهابيين الأجانب” في سوريا خاصة بعد معركة الباغوز حيث يشير الى انه من اصل حوالي 40 الف مقاتل (الأرقام غير مؤكدة )التحقوا بالتنظيمات الإرهابية في سوريا منذ بداية الحرب في سوريا بقي الآن حوالي 24-30 الف مقاتل أحياء ينتمون الى تنظيمات : داعش ؛ منهم 800 حوالي مقاتل ينتشرون في مناطق الرقة والحسكة، و150 في شرق دمشق ، وجبهة تحرير الشام 12الف -15الف ينتشرون في إدلب ، وحراس الدين الذي يتزعمه/ سمير حجازي الملقب أبو همام الشامي 1500-2000 في منطقة إدلب نصفهم من المقاتلين الأجانب.
ويؤكد التقرير أن هناك خلافات واسعة بين الدول المعنية بالمشكلة في كيفية معالجة هذه المشكلة خاصة أن عدد قليل من الدول لديها خبرة في كيفية التعامل مع الكم الهائل من التحديات التي تتعلق بمعالجة هذه المشكلة .إضافة الى مشكلة المعتقلين في مراكز الاحتجاز خاصة في مخيم الهول الذي يضم حوالي 70الف معتقل حسب إحصائيات شهر نيسان أبريل 2019م.
لكن التقرير لم يشر الى جنسيات المحتجزين في مخيم الهول وأعدادهم بالتحديد ولم يشر الى المعتقلين لدى قوات سوريا الديمقراطية الذين ما زال يجري اعتقالهم بالتنسيق مع القوات الأمريكية ويقدر عددهم بحوالي 800 مقاتل يتحدرون من بعض الدول العربية، وتركيا، وروسيا، إضافة إلى عدد من الدول الأوروبية، مثل فرنسا والمملكة المتحدة، وألمانيا، وبلجيكا.