الدكتور سعود الشرفات
ظلت ايران منذ الثورة الايرانية 1979م على راس “الدول المارقة” الرعاية للارهاب العالمي في استراتيجيات مكافحة الارهاب الامريكية وقوائم وزارة الخارجية الامريكية للدول الراعية للارهاب.
وكان ترامب في الاستراتيجية الوطنية السابقة التي نشرت في كانون أول -ديسمبر- 2017 قد أشار الى ايران كدولة مارقة ، تسعى للحصول على السلاح النووي ولم يتوسع بوصفها راعية للارهاب.
لكن الجديد ؛ والاضافة النوعية في استراتيجية ترامب التي نشرت في 5 اكتوبر 2018 م هو تركيزها على “الارهاب الشيعي” ودور ايران بدعم الجماعات الارهابية الشيعية ، والسنية (خاصة بعد الكشف عن وثائق ابن لادن التي أشارت الى تعاون القاعدة في افغانستان مع السلطات الايرانية) ، حيث أكدت أن حكام ايران الشيعة ليسوا أقل إرهابا من السنة، وبكل وضوح وصفت الاستراتيجية ايران بأنها الدولة لأكثر رعاية للارهاب في العالم من خلال شبكة علاقاتها العالمية .
وأن الدولة الدينية ورجال الدين (الثيوقراطين) في ايران كانو” البنك المركزي العالمي للارهاب الدولي منذ الثورة الايرانية 1979م”. وأن ايران تشكل تهديدا لأمن ومصالح امريكا لأنها لا زالت تدعم جماعات ارهابية مثل حزب الله في لبنان، وحماس والجهاد الاسلامي في غزة.
ولذلك ركزت الاستراتيجية على أهمية شل قدرات الجماعات الارهابية في العالم وحرمانها من مصادر القوة والتمويل الذي يحافظ على بقائها من خلال زيادة التركيز على استخدام الأدوات الاقتصادية لاستنزاف الاقتصاد الايراني ، والجماعات الارهابية على المدى الطويل.
وهنا يمكن أن نلاحظ بأن الاستراتيجية جاءت مكملة للسياسة الخارجية الامريكية بالضغط المتواصل على ايران من خلال سلاح المقاطعة الاقتصادية والحصار. ولذلك شدد مستشار الأمن القومي جون بولتون على أن أمريكا ستسعى إلى ألا تكون هناك أى استثناءات من الحظر على استيراد البترول الإيراني، حتى تتقلص صادراته إلى الصفر.
خلاصة الأمر؛ أن شعار ترامب الذي ذكره في الاستراتيجية الوطنية ” أن امريكا أولاً ، لا يعني أن أمريكا لوحدها” قد ينقلب لدى الشركاء والحلفاء ايضاً ليصبح : أمريكا أولاً ؛ يعني أن أمريكا لوحدها. وهو ما يعني في نهاية الأمر فشل الاستراتيجيه .
