للأسف الشديد؛ لم يكن اليمن سعيدا في حياته خاصة في عصره الحديث.
أقول للأسف والحسرة والألم في قلبي شديد على هذا الشعب الأصيل الجميل والبلاد الجميلة التي تزخر بالجمال والحب والغناء الشجي والشعر الحُميني.
البلاد التي أنجبت عبد الله البردوني ، ومحمد حمود الحارثي ، وأيوب طارش عبسي ، وعلي الأنسي ، وأحمد السنيدار ، وأبو بكر سالم بالفقيه ، وأحمد فتحي وغيرهم الكثير.
منذ مقتل الأمام يحيى بن حميد (الذي طرد الأتراك من اليمن) على يد “ثوار الدستور” عام 1948م، شهد اليمن بشقيه الشمالي والجنوبي حالة مزمنة من الفوضى والفقر والبؤس والحروب الطاحنة قبليا وسياسيا أسفرت عن قائمة متوحشة من الاغتيالات من إبراهيم الحمدي 1977م، الى احمد الغشمي 1978م ، الى سالم اربيع علي 1978م الى عبد الفتاح إسماعيل 1986م .
واليوم يُعلن عن مقتل الرئيس علي عبد الله صالح على يد جماعة الحوثيين مرتزقة ايران الذين كانوا قبل أيام حلف صالح القبلي والسياسي .
ولعله من المثير للسخرية المبكية أن المرحوم علي عبدالله صالح هو الرئيس اليمني الذي شهدت في عهده اليمن أطول فترة سلم أهلي ربما في تاريخ اليمن الحديث قبل أن تقتلعه رياح الربيع العربي والثورة –الفوضى- في اليمن المدجج بالسلاح والغضب.
كان صالح الرئيس السادس للجمهورية العربية اليمنية من 1978 عقب مقتل سابقه الرئيس أحمد الغشمي . وتُعد فترة حكمه( 34) سنة، من أطول فترات الزعماء والحكام العرب والعالم، و أطول فترة حكم لرئيس في اليمن منذ العام 1978 وحتى خُلع من الحكم في 25 فبراير 2012، بعد ثورة 11 من فبراير 2011م.
لقد غادر صالح “المشهد السياسي” والوضع في اليمن يغلي على مرجل حرب أهلية قبلية طاحنة ومشهد سوريالي لحرب طائفية بالوكالة حركتها أطماع ايران القومية-الفارسية في محاولة نزع اليمن عن محيطه وعمقه العربي الأصيل .
وغادر صالح “الدنيا” على يد مرتزقة ايران الحوثيين تاركاً البلاد نهباً للخراب والفوضى والمزيد من القتل والجوع والمرض والتهميش . والمستفيد الأول تجار الحروب والسلاح والقتل والدمار.
كلي أمل أن يعود بلبل الودي الأخضر لودي الدُّر للتغريد مرة أخرى، وتنعم اليمن و(مدينة أبونا سام) صنعاء بالسلام والأمن؛ فالأمل ينبع على نحوٍ سرمدي في الصدر البشري.