تبادل المصالح ودفء التصريحات :
المثير للمتابعة الذي تم رصده من قبلنا في مركز شُرُفات هو التصريحات القوية التي أدلى بها خالد الفالح – وزير الطاقة والصناعة السعودي لقناة (بي بي سي) بالعربي ،1(-شباط -2017) عندما وصف قرارات ترامب حظر دخول مواطني 7 من دول المنطقة إلى بلاده بأنها قرارات سيادية ومبررة وأن الحديث حول الحظر مبالغ فيه جدا ، وأنه ومن حق أي دولة فرض اجراءات لحماية مصالحها وأن السعودية ستعمل عن قرب مع أمريكا للتعاون في القضايا والتحديات الدولية والاقليمية .
غرابة التصريح أنها أولا ً؛ جاءت من وزير الطاقة وليس من الداخلية أو مصادر أمنية؟! وثانيا ربما تشير الى سرعة استدارة الطرفين الامريكي والسعودي حول دائرة المصالح الاقتصادية . وثالثا ربما خطوة استباقية من السعودية لقطع الطريق على هواجس وضع السعودية على قائمة الدول التي يحظر على رعاياها دخول امريكا خاصة في ظل استمرارية ضغوطات قانون (جاستا) الذي كان الكونجرس يضغط باتجاه تنفيذه .
وكان موقع “دويتشه فيله الألماني ” قد نشر تقريرا ونشر في أكثر من موقع عربي تقريرا عن الدول العربية الأكثر قدرة على التحالف مع الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، في ضوء قراره حظر دخول مواطني 7 من دول المنطقة إلى بلاده وكان المرشح الأولى لبناء علاقة وثيقة مع إدارة ترامب هو السعودية، التي قال التقرير إن اسمها برز في الحملة الانتخابية من خلال تصريحات متناقصة، إذ تعهد ترامب في إحدى المناسبات بأنه “سيجبر السعودية ودول الخليج على دفع تكاليف الحرب على الإرهاب”، وقال في أخرى عن السعوديين: “إنهم يشترون شققاً مني. يدفعون أربعين أو خمسين مليون دولار. هل يفترض ألا أحبهم؟ أنا أحبهم جداً”.
الموقع الألماني تطرق إلى ما شاب العلاقات مع الولايات المتحدة من توتر على خلفية تورط مواطنين سعوديين في “مقتل حوالي ثلاثة آلاف أمريكي منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول العام 2001″، واصفا استثناء قرار ترامب حظر دخول عدد من مواطني دول المنطقة إلى الولايات المتحدة، بأنه يثير الاستغراب “بالنظر إلى أن سعوديين مسؤولون عن هجمات إرهابية عدة استهدفت مصالح وقواعد وأفرادا أمريكيين حول العالم”.
وأضاف التقرير عاملا آخر للاستغراب من هذا الاستثناء، تمثل في ما نشره موقع صحيفة “نيويورك دايلي نيوز” بشأن قيام ترامب “بتسجيل ثماني شركات مختلفة ومتعددة الأنشطة في السعودية بعيد إطلاق حملته الانتخابية في أغسطس/ آب 2015، وهي شركات تحمل ماركته المسجلة ومرتبطة بسلسلة الفنادق والمنتجعات وملاعب الغولف التي يمتلكها وأضيفت إليها أسماء مدن سعودية، كفندق THC Jeddah أو DT Jeddah للخدمات التقنية”.