شبح هنتنغتون الذي يفزعنا الأن …
يدّعي صمويل هنتنغتون,1999م الذي توفي عام 2008م أن الميل نحو التفكير في وجود عالميين يعود إلى الأذهان عبر التاريخ الإنساني بينما التوافقات عن عالم واحد تبدو في نهاية الصراعات الكبرى ,وذلك بحجة أن الشعوب لا زالت تحت إغراء تقسيم بعضها البعض إلى (نحن) و(هم) (أنا) و(الآخر) ,(حضارتنا) و(أولئك البرابرة) ثم عمل الباحثون على تحليل العالم على شكل :الشرق والغرب ,الشمال ,والجنوب ,المركز والهامش .
ويخلص (هنتنغتون) إلى نتيجة يدعي بأنها قد تكون مطابقة مع الحقيقة .حيث يقول “واعتماداً على الكيفية إلى نقسم بها الأجزاء ,فأن الصورة عن عالم مكون من جزئيين ربما تكون إلى –حد ما- متطابقة مع الحقيقة” .ذلك أن اغلب التقسيمات الشائعة,هي بين الدول الغنية (الحديثة ,المتقدمة) ,والدول الفقيرة (التقليدية ,المتخلفة آو الآخذ في النمو).
ويضيف (هنتنغتون,1999 م) بانة يرتبط تاريخيا بالتقسيم الاقتصادي ,التقسيم الثقافي بين الشرق والغرب ,حيث التأكيد يقع بشكل اقل على الاختلافات في الثراء الاقتصادي وبشكل أقوى على الاختلافات على الفلسفة المتضمنة,والقيم,وأسلوب الحياة. وبأن التقسيم الثقافي الثنائي للعالم لا يزال محدود الفائدة ” .أن وحدة العالم غير الغربي وثنائية الشرق والغرب هي من “الأساطير التي ابتدعها الغرب” وهي تعاني من مثالب الاستشراق الذي انتقده إدوارد سعيد”.