الارهاب ظاهرة اشكالية ؛ وليس هناك تعريف واحد متفق عليه بين دارسيه والمهتمين به . وتتباين تعريفاته من وقت الى أخر ومن جهة الى أخرى .
وقد يكون من المفيد الإشارة هنا إلى الدراسة المشهورة في أدبيات الإرهاب التي قام بها الباحثان من جامعة ليدن (Leiden) (أليكس سميث، وألبرت يونغمان) اللذان قاما من خلالها بجمع (109) تعريفات للإرهاب رسمية وأكاديمية، وكلها تختلف عن بعضها، ولكن المميز في هذه الدراسة، والاستشهاد بها هنا، هو أنها:
أولاً: قد تكون المقارنة الأولى “الكمية” لرصد تعريفات الإرهاب, وتحليل هذه التعريفات إلى عناصرها الأولية، وما هي المعايير التي تحظى بأكبر نسبة إجماع لدى الباحثين الأكاديميين والجهات الرسمية؟.
وثانياً: لأنها ترصد كمياً ـ أيضا ًـ هذا الكمّ الكبير من التعريفات المختلفة لظاهرة الإرهاب منذ سنة 1983م*.
وتعود دراسة (شميت ويونغمان) إلى سنة 1988 وعنوانها الإرهاب السياسيّ، (هناك دراسة لشميت فقط حول الموضوع نفسه تعود لسنة(1983)، والدراسة فريدة من جهة أنها سهّلت على الباحثين التعقيد والصعوبة في تعدد تعريفات الإرهابيّ ومعايير العمل الإرهابيّ. وفيما يلي أبرز نتائج تلك الدراسة: ([1])
- عنصر” العنف” موجود في (83,5 %) من مجموع تلك التعريفات.
- عنصر الأهداف السياسية، موجود في (65%) من التعريفات.
- عنصر بث الرعب والخوف موجود في (51%) من التعريفات.
- عنصر الاستهداف، والتميز بين الأهداف المقصودة بالعمل الإرهابيّ موجودان في (21%) من التعريفات.
- عنصر الضحايا المدنيين، وغير المشاركين في العمليات القتالية موجود في (17,5%) فقط من المجموع الكلي للتعريفات لـ (109) تعريفات.
- 6. جميع التعريفات الرسمية متشابهة تقريباً.
إنّ أهمّ عنصرين توصلت إليهما الدراسة أعلاه هما: أنّ عنصر العنف, وعنصر الأهداف السياسية يكتسبان أهمية فائقة إذا تم ربطهما بنتائج دراسة (ميراري: Merari) عن خصائص الإرهاب، وغيره من أشكال الصراعات العنيفة([2])، فإذا كانت ساحة الحرب (War Zone) محددة في حرب العصابات، والحروب التقليدية فإن خطورة الإرهاب (بما يشتمل عليه من عنصري العنف والأهداف السياسية) تنبع من أنّ ساحته هي العالم أجمع([3])، ومن هنا تأتي أهمية دراسة الأثر المتبادل بين الإرهاب واتجاهاته المختلفة، والعولمة بأبعادها واتجاهاتها المختلفة أيضاً.
كذلك فإنّ التعريفات التي تركّز على نشر الخوف والعنف لأغراض سياسية تحمل مضامين واسعة؛ فتعريف (مراد ولفريد هوفمان، 2007) على سبيل المثال (الإرهاب هو نشر الخوف، أي الإرهاب داخل المجتمع عن طريق استخدام العنف دون تمييز، ولأغراض سياسية أيضاً) يعطي كلاً من إرهاب الجماعات والأفراد و إرهاب الدولة: كما تمارسه إسرائيل ضد الشعب الفلسطينيّ([4])، فماذا يعني ذلك؟ إنه يعني أن دراستنا للإرهاب، والمعاني المختلفة للعولمة ـ وإن كان ظاهر خطابها متشابها ـ يبقى مهماً، ويتطلب التذكير الدائم به، فالعولمة المقصودة هنا هي تلك التي عرضنا لها في تعريفنا سابقاً، والتي تعني السيرورة التي تنقل البنى الاجتماعية القديمة لمصلحة بنى عالمية جديدة.
وهذا الفهم للعولمة ـ حسب مقاربة أولريخ بيك (Olrich Beck) ([5]) ـ هو الذي يمكننا من فهم الترابط والعلاقة بين العولمة والإرهاب، وكيف يمكن للإرهاب أن ينتشر في العالم مثله مثل التجارة، وليس”الكوكبة ” (Globality)* التي تجعل من العالم حيزاً جغرافياً جامداً يتكون من هياكل اجتماعية عالمية، أو (العولمية) (Globalisme) بمعنى “عقيدة العولمة” التي تبنى عليها الأفعال السياسية، ومنها الحرب العالمية على الإرهاب.
وهذا يعني بأن عالم اليوم يبرز على شكل كيان سياسيّ عالميّ يتصف بتحركات سياسية واجتماعية وثقافية تتخطى الحدود الوطنية: Transnational، وبدايات تغيير في الولاء من مستوى الدولة إلى شبه الدولة, والهيئات المتخطية للحدود الوطنية والهيئات الدولية، وبناء على ذلك نقارب، وندرس، ونحلل الإرهاب والعولمة، والأثر المتبادل بينهما([6]).
ونحن، في النهاية، نرى أن هذا الكيان السياسيّ العالميّ المتخطي للحدود الوطنية الذي تجسده العولمة هو الذي يمكننا من دراسة هذا التأثير المتبادل بين الظواهر السياسية التي قد تبدو متقاربة، فوفقاً لدراسة حديثه عن ” تأثير العراق ” أجراها المتخصصان في شؤون الإرهاب (بيتر بيرجن وباول كروكشانك)، معتمدين على بيانات مؤسسة (راند) وبيانات الحكومة الأمريكية , فإن غزو العراق” أدى إلى زيادة الإرهاب بنسبة تبلغ سبعة أمثال ما كان عليه”([7]) قبل غزو العراق.
وسأعرض هنا نماذج مختارة لبعض أهم تعريفات الإرهاب الرسمية التي تمثل بعض المؤسسات الأمنية المختلفة، وتعريف الأمم المتحدة وبعض الدول، إضافة إلى بعض التعريفات الأكاديمية البحثية، ومن ثم في نهاية استعراضها, سأطرح تعريفي الخاص بالإرهاب، الذي سيكون معيار مقاربتي وتحليلي لظاهرة الإرهاب، وعلاقته بالعولمة *.
الجدول رقم (2) نماذج تعريفات الإرهاب**
التسلسل | جهة التعريف | نص التعريف |
1. | وزارة الدفاع الأمريكية 2007 | الاستخدام المتعمد غير المشروع للعنف لبث الخوف , بهدف إجبار أو تهديد حكومات أو مجتمعات , لتنفيذ أهداف عادة ما تكون دينية او إيديولوجية([8]) |
2. | مكتب التحقيقات الفيديرالية الأمريكية (FBI) 2007 | الاستخدام غير المشروع للعنف والقوة ضد الأشخاص والممتلكات، لإجبار الحكومة أو المواطنين المدنيين، أو أيّ جزء منهم أو تهديدهم, لغايات وأهداف سياسية أو اجتماعية([9]) |
3. | وزارة الخارجية الأمريكية 2007 | عنف بدوافع سياسية، يستهدف بشكل معتمد الأهداف غير العسكرية (غير المشاركين بالقتال Non Combatatant) بواسطة الجماعات ما دون القومية أو وكلاء سريين، ويهدف عادة إلى التأثير على الجماهير الشعبية([10]). |
4. | الأمم المتحدة UN(2004) | أيّ فعل يهدف إلى التسبب بالموت، أو الإصابة البالغة بالمدنيين، أو غير المشاركين بالقتال, بهدف ترهيب المواطنين أو إجبار حكومة ما أو منظمة دولية للقيام، أو الامتناع عن القيام، بأي عمل([11]). |
5. | الاتفاقية العربية 1998(بتوقيع وزراء الداخلية العرب) | كلّ عمل من أعمال العنف أو التهديد به أياً كانت بواعثه أو أغراضه يقع تنفيذاً لمشروع إجراميّ فرديّ أو جماعيّ، ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس وترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم للخطر, أو إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق أو الأملاك العامة أو الخاصة, أو امتلاكها أو الاستيلاء عليها, أو تعرض أحد الموارد الوطنية للخطر. ([12]) |
6. | مكتب حماية الدستور في ألمانيا الاتحادية | الإرهاب هو سلوك مستمر من الصراع لأهداف سياسية يراد تحقيقها من خلال، الاعتداء على أرواح وممتلكات الآخرين، وبخاصة بأساليب الجرائم القاسية المفصلة في القانون 129A الجزء الأول من قانون العقوبات وعلى رأسها، جرائم القتل، الخطف الابتزاز، إشعال الحرائق، والقيام بالتفجيرات أو بأساليب أخرى من العنف التي تستخدم تحضيراً لتلك الأفعال الإجرامية ([13]). |
7. | بريطانيا (التعريف القانوني) 1974 | الإرهاب هو استخدام العنف لأهداف سياسية , ويشمل أي استخدام للعنف بهدف إلى وضع المواطنين (أو الجمهور) أو أي جزء منهم في حالة خوف. ([14]) |
8. | الأردن (قانون منع الإرهاب) المادة الثانية 2006 | الإرهاب هو كل عمل مقصود يرتكب بأي وسيلة كانت تؤدي إلى قتل أي شخص، أو التسبب بإيذائه جسدياً، أو إيقاع إضرار بالممتلكات العامة أوالخاصة، أوبوسائط النقل، أوبالبيئة، أوبالبنية التحتية أوبمرافق الهيئات الدولية، أوالبعثات الدبلوماسية إذا كانت الغاية منه الإخلال بالنظام العامّ، وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر،أوتعطيل تطبيق أحكام الدستورأوالقوانين، أوالتأثيرعلى سياسة الدولة أو الحكومة، أو إجبارها على عمل ما، أوالامتناع عنه، أو الإخلال بالأمن الوطنيّ، بوساطة التخويف أوالترهيب أو العنف([15]). |
9. | تعريف خبيرة الإرهاب (أودري كيرث كرونين) K.CROUNIN AUDREY مكتبة الكونجرس2003 | الإرهاب هو التهديد أوالاستخدام الظاهر للعنف العشوائيّ، ضد الأبرياء لأهداف سياسية عن طريق أطراف فاعلة من غير الدول: Non State Actor)([16]) |
10. | براين بريغن Brian Burgain، جامعة امستردام، 2006م. | الإرهاب هو عنف سياسيّ متعمد يرتكب ضد أهداف غير مشاركة في القتال Non Combatant * بوساطة جماعات شبه قومية Sub-National أو عملاء سريين, ويستهدف عادة التأثيرعلى(المواطنين([17]) |
11. | تعريف ب. بيتر روسندورف و تود ساندلر, 2005 جامعة جنوب كاليفورنيا. | الإرهاب هو الاستخدام المتعمد أوالتهديد بلعنف, بوساطة أفراد أو جماعات شبه قومية للحصول على غايات سياسية أو اجتماعية من خلال تهديد قطاع واسع من المواطنين يتعدى حدود الضحايا المباشرين له ([18]) |
12. | تعريف كين بوث وتيم ديون 2005 | الإرهاب هو أسلوب في العمل السياسيّ يستخدم العنف (أو يتعمد بث الخوف) ضد المدنيين، والبنى التحتية المدنية بقصد التأثير في السلوك، أو إيقاع عقوبة، أو الأخذ بالثأر([19]) |
إن الملاحظة السريعة على هذا الجدول تبين صعوبة التعريف ومدى التباين في التعريفات.
وقد أكدت خبيرة الإرهاب في مكتبة الكونجرس، ومركز الأمن والسلم في جامعة جورجتاون (أودري كرونين، 2003) بأن الباحث في الإرهاب([20]) (ألكس سميث) الذي درس وحلل أكثر من (109) تعريفات للإرهاب([21])، كتب ما مجموعه أكثر من (100) صفحة وهو يقلب مفهوم الإرهاب، ليخرج بتعريف واحد مقبول عالمياً، لكنه لم يستطع ذلك([22]).
وعندما خرج بتعريفه الخاصّ – ورغم أنه يعدّ من أشمل التعاريف – خرج طويلاً ومعقداً([23]) (حوالي ثمانية أسطر بالإنجليزية وست وتسعين كلمة).
لذلك فإن مسألة التعريف تبقى من أهم الصعوبات التي تواجه الباحثين، ولكن المفيد في الأمر هو أن كل تعريف يعتمد من قبل أيّ باحث يفترض أن يخرج بنتائج مختلفة تفيد البحث العلميّ للظاهرة، وما يقابلها أو يرتبط بها من ظواهر، أو اتجاهات راهنة، ومستقبلية، وقد تم الاستشهاد بالتعريفات الأمريكية الرسمية الثلاثة أعلاه للدلالة على عمق التباينات التي تكتنف المفهوم، حتى داخل الدولة الواحدة.
* . هناك دراسة لألكيس شميث فقط حول الموضوع نفسه.
[1]. Merari, op. cit.,( 1993), P. 214 .
[2]. Op. cit., P. 222.
[3]. Ibid.
[4]. هوفمان، ويلفرد مراد، مرجع سابق، ص97.
[5] . Rasmussen, Mikkelvedby, “A Parallel (Globalization Of Terror: 9-11 Security And Globalization, Cooperation And Conflict”, Vol37, No.3, 2000, P.324. Norfic International Studies Association, Sage Publication. Http//Cac.Sagepub.Com/ Cgi/ Context/.
* قدم أولريخ بيك مقاربة ثلاثية لمفهوم العولمة يشمل على: العولمة (سيرورة) والعولمية (عقيدة أو مذهب) والكوكبة (حيز جغرافي وهياكل). وهنا استخدمنا العولمة (سيرورة) لفهم الترابط بين الظاهرتين العولمة والإرهاب.
[6]. بيليس وسميث، مرجع سابق، ص ص13 -19.
[7]. تشومسكي، نعوم وديسباتيش، توم،” كيف تتجنب أمريكا الصدام مع إيران”، صحيفة الرأي الأردنية، العدد 13342، 13/14/2007، ص 22 .
* يود الباحث التأكيد على قضية مهمة وحسّاسة عند بحث موضوع تعريف الإرهاب وشرعية الأعمال الإرهابية، وهي أنه ليس هناك أيّ مبرر دينيّ وأخلاقيّ ـ مهما كان ـ لقتل الأبرياء ؛ مهما كان دينهم، أو جنسيتهم، أو عرقهم. وأن الإرهاب لا دين له، ولسنا معنيين في هذه الدراسة بمشروعية الأعمال الإرهابية , وإنما بدوافع الفعل الإرهابيّ، كما أن الدراسة ليست قانونية حتى تبحث ذلك، وليس من أهدافها الخروج بتعريف محدد للإرهاب يشعر الأطراف كافة بقبوله وبالرضا عنه، وهذه الدراسة محاولة للفهم وسط أجواء سياسية واجتماعية متسارعة التغيير، وظواهر اتجاهات تبدو على السطح متلازمة ومترابطة لكنها تنزع الى الفوضى .
** أعد الباحث هذا الجدول، اعتماداً على مراجع مختلفة تم مراعاة أن تكون ممثلة للجهات الفاعلة كافة في مسألة التعريف مثل: الدول، والمؤسسات الأمنية، ومراكز البحث، والخبراء، والباحثين، وأن تكون هناك تعاريف قديمة، وأخرى حديثة تعبّر عن الاتجاهات الجديدة في الإرهاب المعاصر، إضافة إلى كونها تعبر عن البعد الجغرافيّ العولميّ لدول مختلفة، وبخاصة من خلال إدراج تعريف الأمم المتحدة والاتفاقية العربية.
[8]. Burgess, Mark, “Terrorist: The Problem Of Definition”, Centeror For Defense Information, 2007 ,Pp.1-2,Htt://Www.Cdi.Org/Frindly Version/ Print Version. Cfm? Documents Id = 1564, 2/22/2007 .
[9]. Burgess, Mark,(2007), op. cit.,P.2
[10]. Ibid., P.2
[11]. Wikipedia , The Free Encyclopedia , “Terrorism, Official Definition”, 2007 ,P.2 , Http://En. Wikipedia. Org/ Wiki /Terrorism- 3/1/2007.
[12]. عيد فتحي، محمد، ” الإرهاب والمخدرات”، مركز الدراسات والبحوث، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية , الرياض، 2005، ص (117).
[13]. Merari , Arile, op. cit.,(1993), P.215 .
[14]. Ibid., P.215.
[15]. صحيفة العرب اليوم الأردنية، 21/8/2006، ص4.
[16]. Cronin, Audrey Kurth, op. cit., P.
* تعريف مفهوم (غير المشاركين بالقتال:Noncombatant) حسب الفقرة (D) من القسم (2656) الفصل (22) من القانون الأمريكيّ ” إضافة إلى المدنيين، والعسكريين الذين يكونون غير مسلحين وقت وقوع الحادث، أو أنهم خارج نطاق الواجب ” والمنشآت العسكرية، أو العسكريين المسلحين عندما تكون الدولة ليست في حالة حرب “، ونحن نشير إلى هذه الفقرة بغية توضيح أمر يتعلق بموضوع حساب مؤشرات الإرهاب، وبخاصة القتلى والجرحى، وعدد العمليات في إحصائيات الإرهاب الدولي والإرهاب المحلي قبل منتصف التسعينات لدى المؤشرات الأمريكية المعروفة مثل: (MIPT-RAND) و(ITERATE).
[17]. Burgoon , Brain , “On Welfare And Terror: Social Welfare Policies And Political- Economic Roots Of Terrorist”, Amsterdam School For Social Science Research , University Of Amsterdam Journal Of Conflict Resolution , Vol.50 No.2, April 2006, P.186.
منشورات (Sage Publication 2006 ) Htt:// Jcr.Sage Pub. Com/Cgi/Reprint /50/2/176, 28/07/27.
- 2. Rosendorff Peter, B And Sandler, Todd, “The Political Economy Of Transnational Terrorist” , Journal Of Conflict Resolution , Vol.49 No.2, April 2005, P 172, 2005 Sage Publication , Http: Jcr.Sage Pub.Com, 22/8/2006
[19]. بوث، كين وديون، تيم ، ” عوالم متصادمة، الإرهاب ومستقبل النظام العالمي”، ترجمة صلاح عبدالحق، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، 2005، ص 19.
[20]. Cronin, Audrey, op. cit. 32.
[21]. Maskliuanite, Asta, “Terrorism And Globalization: Recent Debates”, Rubikon, E-Journal, October 2002,P.2, Http://Venus.Ci.Uw.Edu.P1/~Rubikon /Forum/ Terrorism.Htm.
[22]. Merar, Ariel, op. cit., P.214.
[23]. Cronin, Audrey, op. cit., P.32.